للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صانعي هذا النوع من الإرهاب.

ويهدف الإرهاب الفكري الذي تمارسه دولة ما ضد أخرى إلى طمس شخصية الأمة وحضارتها وثقافتها عن طريق ما يسمى بمراكز الأبحاث العلمية، حيث تلجأ هذه المراكز (المأجورة) إلى إخراج أية نتائج تريدها الدولة لسلب الخصم كل ما يفخر به من لغة وتراث، وإنجازات، وتاريخ مشرف، وتحويل كل ذلك إلى عمليات سالبة وبهذا تفقد الأمة شخصيتها وتصبح هامشية بدون جذور (١).

[د - إرهاب العزل والمقاطعة والحرمان]

وهو أسلوب قديم عرفته الأمم السابقة ومنه عزل وحصار ومقاطعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين الأوائل في شعب بنى هاشم من قبل قريش وأشياعها، وهو أشد من الحصار الاقتصادي؛ لأنه يشمل حركة السفن والمطارات والمواصلات البرية، والتعاملات التجارية بأنواعها والنواحي الطبية والعلاجية، وتعيش الدولة تحت طائلة العقوبات والتهديدات بالاجتياح أو التقسيم أو من استعمالى المرافق الحيوية التابعة لها كالموانئ والمطارات، مما يعطل كل نبضات الحياة في شرايين المجتمع عن العمل فيهلك آلاف، بل مئات الآلاف من الضحايا.

نخلص من هذا الموضوع إلى القولى أن الإرهاب ظاهرة فاشية في العالم كله، وليس حصرًا بشعب دون آخر أو أمة دون أخرى، وأنه يتمثل في الممارسة التي قد تتسبب عن شعور جنس ما بالتفوق، أو عقيدة ما بذلك، لكن دمغ شعب أو جنس بالإرهاب لا يستقيم مع الفهم السليم (٢).


(١) انظر: الشخصية العربية لإبراهيم يحيى شهابي ص ٤١ وما بعدها.
(٢) الإسلام ومستقبل الحوار الحضاري - أبحاث المؤتمر العام الثامن للشئون الإسلامية المنعقد بالقاهرة في الفترة من بين ٢٤ - ٢٧ يوليو سنة ١٩٩٦ م. وانظر مجلة كلية أصول الدين - جامعة الأزهر - فرع أسيوط - العدد ٢١ الجزء الثاني - ص ٩١٥ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>