للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل من يقبله، وهذا القول ناتج عن القول بحلول المسيح جسديًا بكيفية خارقة للعادة في الخبز والخمر.

وهذا لا يعقل ولذا يقال لهم. هل المسيح الإله هو الذي حل في الخبز والخمر أم المسيح الإنسان؟

إذا كان المسيح الإله فيلزمكم على هذا القول أن يشار إلى الخبز والخمر على أنهما قديمان حديثان؟ وهو محال، ويلزمكم أيضًا على إثبات القدم للخبز والخمر، فيكونوا قد قالوا: لا بثلاثة أقانيم بل خمسة أقانيم، أما إذا قالوا إن المسيح الإنسان هو الذي حل في الخبز والخمر؛ فهو باطل أيضًا إذ لا يمكن أن يحل جسد المسيح ودمه في الخبز والخمر في أماكن متعددة في وقت واحد.

ثالثًا: تعليم الكنيسة الكاثوليكية وتشاركها الأرثوذكسية مع اختلاف يسير، وهو أن العشاء الرباني نعمة ذاتية لا إشارة إليها وأنه واسطة فعالة في إيصال النعمة إلى قلوب المشتركين (فعلًا ومفعولًا)، وأن نوال الفائدة لا يتوقف على إيمان المشترك؛ بل إنما يقتضي عدم مقاومته لذلك السر. وهذا القول ناتج عن القول بأن الخبز والخمر يستحيلان بطريقة حقيقية إلى جسد المسيح ودمه.

فهم يعتقدون أيضًا أن العشاء الرباني بجانب أنه سر فهو أيضًا ذبيحة تقدم لله بمعنى أنه تكرار ذبيحة المسيح بتقديم جسده ودمه كفارة عن الخطيئة.

ولقد ثار أحد النصارى على هذا التعليم، فقال: إنني أتساءل كيف يتصور إنسان عاقل أن خدام الله يذبحون سيدهم؟ إن الوثنية بكل شرورها وانحرافها وما وصلت إليه من حالة مزرية ومؤسفة لم تعلم مثل هذه التعاليم. (١)

رابعًا: تعليم كلفن، يرى أن قوته وفاعليته روحيه.

[• تأثر النصارى بالأديان الوضعية في العشاء الرباني]

كان الوثنيون يمارسون طقوسًا كثيرة من بينها فكرة (الوليمة المقدسة) يدعون فيها بالأكل من لحوم آلهتهم والشرب من دمائهم لكي تكون فيهم. (أي في أجسادهم صفات


(١) وقد رد الشيخ رحمت الله الهندي في كتاب إظهار الحق على هذا التعليم بردود قوية فلتراجع (٣٢٦: ٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>