للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى، وبهذا فارق الدهري أيضًا، ولا إضمار الكفر وبه فارق المنافق، ولا سبق الإِسلام، وبه فارق المرتد، فالملحد أوسع فرق الكفر حدًا أي هو أعم من الكل (١).

وقال ابن قدامة: والزنديق هو الذي يظهر الإِسلام ويستتر بالكفر وهو المنافق؛ كان يسمى في عصر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- منافقًا ويسمى اليوم زنديقًا (٢).

حكم الزنديق: إذا عثر عليه: قتل ولا يستتاب، ولا يقبل قوله في دعوى التوبة، إلا إذا جاء تائبًا قبل ظهور زندقته، وقال الشافعي وأبو حنيفة: تقبل توبته ولا يقتل. (٣)

ثانيًا: المنافق:

منه: نفق اليربوع تنفيقًا ونافق، أي دخل في نفقائه، ومنه اشتقاق المنافق في الدين، والنفاق بالكسر فعل المنافق.

والنفاق: الدخول في الإِسلام من وجهٍ والخروج عنه من آخر، مشتق من نافقاء اليربوع، وقد نافق منافقة ونفاقًا، وقد تكرر في الحديث ذكر النفاق، وما تصرف منه اسمًا وفعلًا، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وإن كان أصله في اللغة معروفًا يقال: نافق ينافق منافقة ونفاقًا، وهو مأخوذ من النافقاء لا من النفق، وهو السرب الذي يستتر فيه لستره كفره. (٤)

قال أبو عبيد: سمي المنافق منافقًا للنفق، وهو السرب في الأرض، وقيل: إنما سمي منافقًا لأنه نافق كاليربوع وهو دخوله نافقاءه: يقال: قد نفق به ونافق. (٥)

وقال الجرجاني (النفاق): إظهار الإيمان باللسان، وكتمان الكفر بالقلب. (٦)


(١) رد المحتار على الدر المختار (٣/ ٢٩٦).
(٢) المغني (٧/ ١٧١).
(٣) القوانين الفقهية (٣٨٢).
(٤) لسان العرب (٦/ ٤٥٠٩، من مادة: نفق).
(٥) المرجع السابق (٦/ ٤٥٢٨، مادة: نفق).
(٦) التعريفات (٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>