للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - قال الطبري: يعني بالأميين الذين لا يكتبون ولا يقرءون، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب (١).

٢ - أما الإمام الشوكاني فقد فسر الأمي بأنه: منسوب إلى الأمة الأمية التي هي على أصل ولادتها من أمهاتها، لم تتعلم الكتابة، ولا تحسن القراءة للمكتوب (٢).

فحقيقة الأمر نجد أن القرآن الكريم لا يخلط في المعني، بمفهوم أهل الكتاب، كما أن في قوله: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} [آل عمران: ٢٠] فإن الله تعالى يقول لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد قل لأهل الكتاب من الملّيين وكذلك مشركي العرب {الْأُمِّيِّينَ} هل تدخلون في دين الإسلام؟ وليس المقصد هنا بأن الأميين هم الأمميين.

يقول القرطبي مفسرًا هذه الآية: أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى، والأميين الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب (٣).

٣ - أيضًا نقول أن القرآن الكريم إذ يطلق مصطلح {الْأُمِّيِّينَ} للدلالة على مشركي العرب، فليس معنى هذا أن العرب كلهم يجهلون القراءة والكتابة!

قال الآلوسي: والأميون جمع أمي وهو كما في "المغرب" مَن لا يكتب ولا يقرأ منسوب إلى أمة العرب الذين كانوا لا يكتبون ولا يقرءون، أو إلى الأم: بمعنى أنه كما ولدته أمه، أو إلى أم القرى؛ لأن أهلها لا يكتبون غالبًا، والمراد أنهم جهلة (٤).

الشبهة الثانية: حول تفسير قوله تعالى: {اقْرَأْ}.

نص الشبهة: قد فسروا قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} بأنها تعني: بلِّغ، وهذا يفيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قارئًا:

وللرد على الشبهة من وجوه:


(١) تفسير الطبري ١/ ٣٧٣.
(٢) فتح القدير ١/ ١٠٤.
(٣) تفسير القرطبي ٤/ ٤٨.
(٤) روح المعاني ١/ ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>