للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقت نزولها الأوس والخزرج الذين شجر بينهم بسعاية شاس بن قيس ما شجر. (١)

قال عكرمة: نزلت في الأوس والخزرج حين اقتتلوا وأصلح النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم. (٢)

قال مقاتل بن حيان: كان بين الأوس والخزرج عداوة في الجاهلية وقتال حتى هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فأصلح بينهم فافتخر بعده منهم رجلان: ثعلبة بن غنم من الأوس وأسعد بن زرارة من الخزرج، فقال الأوسي: منّا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، ومنّا حنظلة غسيل الملائكة، ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح حميُّ الدبر، ومنّا سعد بن معاذ الذي اهتز له عرش الرحمن ورضي الله بحكمه في بني قريظة. وقال الخزرجي: منّا أربعة أحكموا القرآن: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ومنّا سعد بن عبادة خطيب الأنصار ورئيسهم، فجرى الحديث بينهما فغضبا وأنشدا الأشعار وتفاخرا، فجاء الأوس والخزرج ومعهم السلاح فأتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}. (٣)

الوجه الرابع: قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} محمول على التوحيد، وقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} محمول على الأعمال.

ذكر السيوطي رحمه الله في الإتقان والزركشي في البرهان: أن الآية الأولى وهي قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} محمولة على التوحيد ونفي الشرك بدليل قوله تعالى: {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. (٤)

فلا يقبل الله عز وجل عذر ترك التوحيد، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (١١٦)} [النساء: ١١٦].


(١) المحرر الوجيز لابن عطية (١/ ٤٨٢).
(٢) زاد المسير (١/ ٤٣١)، وابن أبي حاتم (٣/ ٧٤١).
(٣) تفسير البغوي (١/ ٣٣٢)، وتفسير الخازن (١/ ٢٧٦)، وتفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٧٢١)، وتفسير الواحدي (١٠٠)، والدر المنثور (٢/ ٢٨٣)، وابن حجر في بيان الأسباب (٢/ ٧٢٦).
(٤) الإتقان ٣/ ٨٥، البرهان ٢/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>