واحتجوا على ذلك بقول الله تعالى {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَاليْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨)} [الأحزاب: ٢٨].
وبقول عائشة - رضي الله عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن ربك ليسارع في هواك".
والجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: تفسير الآية وأنها على خلاف هذا الظن الفاسد.
الوجه الثاني: بيان المقصود بقولها - رضي الله عنها - (إن ربك يسارع في هواك).
الوجه الثالث: ماذا في كتبهم من القبائح!
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: تفسير الآية، وأنها على خلاف هذا الظن الفاسد.]
قال ابن كثير: هذا أمر من الله لرسوله، صلوات الله وسلامه عليه، بأن يخَيّر نساءه بين أن يفارقهن، فيذهبن إلى غيره ممن يَحصُل لهن عنده الحياةُ الدنيا وزينتها، وبين الصبر على ما عنده من ضيق الحال، ولهن عند الله في ذلك الثواب الجزيل، فاخترن - رضي الله عنهن وأرضاهن - الله ورسوله والدار الآخرة، فجمع الله لهن بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الآخرة. (١)
وقال القرطبي: في المسألة الثالثة من الآية: قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا}"إن" شرط، وجوابه" فتعالين"، فعلق التخيرٍ على شرط.
الرابعة: قوله تعالى: {فَتَعَاليْنَ} هو جواب الشرط، وهو فعل جماعة النساء، من قولك تعالى، وهو دعاء إلى الإقبال إليه، يقال: تعال بمعنى أقبل، وضع لمن له جلالة