قال ابن عباس وقتادة:(وما تغيض الأرحام)(السقط)، (وما تزداد) ما زادت الرحم في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تمامًا، وقال الضحاك:(وما تغيض الأرحام) أن تسقط المرأة الولد، (وما تزداد) تضعه لمدة كاملة تامة.
وقال الحسن: الغيض الذي يكون سقطا لغير تمام، والازدياد ولد التمام، وقال أيضًا: وما تغيض بالسقط الناقص، وما تزداد بالولد التام، وقال أيضًا: وما تغيض الأرحام: ما كان من سقط وما تزداد: تلد المرأة لعشرة أشهر، وقال صاحب تفسير المنار: وما تغيض الأرحام من نقص الحمل أو فساده بعد العلوق.
وقال السعدي:
(وما تغيض الأرحام) أي: تنقص مما فيها إما أن يهلك الحمل أو يتضاءل أو يضمحل، (وما تزداد) الأرحام وتكبر الأجنة التي فيها، وقال ابن عطية:(وما تغيض الأرحام) معناه ما تنقص وذلك أنه من معنى قوله (وغيض الماء)، وهو بمعنى النضوب، فهي هاهنا بمعنى زوال شيء من الرحم وذهابه.
[٢ - الغيض هو نزول الدم على الحامل]
عزا أبو حيان هذا الرأي إلى الجمهور، فقال: قال الجمهور: غيض الرحم الدم على الحمل، قال مجاهد: وما تغيض الأرحام: الدم تراه المرأة في حملها، وقد عزا نقصان الأرحام وزيادتها إلى هذا الدم فقال: وهو نقصان من الولد، وما زاد على التسعة أشهر فهو تمام لذلك النقصان وهي الزيادة، وبمثل قوله قال عكرمة، وقتادة، وابن زيد، وسعيد بن جبير الذي حدد طبيعة الدم في بعض أقواله فقال: الغيض حيض المرأة على ولدها.
[رأي الجمهور يؤول إلى تفسير الغيض بالسقط]
إن الدم الذي ينزل من المرأة الحامل مبكرًا لا يعدو إلا أن يكون راجعًا لأحد احتمالات خمس: دم بسيط يعرف بإدماء الانغراس، أو دماء تسبق الإسقاط وتسمى إسقاطًا منذرًا، أو دماء تصاحب الاسقاط التلقائي للجنين المبكر؛ وهذا يختلط عند المرأة مع الحيض، أو دماء تنزل في حالات الحمل الكاذب ومتلازمة التوأم المتلاشي، بناءً عليه