للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل يؤيد دينه يا. . . . . . . ليت شعري ما الصحيح". (١)

[تدخل قسطنطين]

ولما اجتمع هؤلاء المختلفين، وبدأ المجمع وسمع قسطنطين مقال كل فرقة من ممثليها، فعجب أشد العجب مما رأى وسمع، فأمرهم أن يتناظروا لينظر الدين الصحيح مع من، وأخلى دارا للمناظرة، ولكنه جنح أخيرا إلى رأي بولس، وعقد مجلسًا خاصًّا للأساقفة الذين يمثلون هذا الرأي وكان عدتهم ثمانية عشر وثلاثمائة.

ويصف ذلك الاجتماع ابن البطريق فيقول: "ووضع الملك للثلاثمائة والثمانية عشر أسقفًا مجلسًا خاصًّا عظيمًا، وجلس في وسطهم وأخذ خاتمه وسيفه وقضيبه فدفعه إليهم وقال لهم: قد سلطتكم اليوم على مملكتي، لتصنعوا ما ينبغي لكم أن تصنعوا مما فيه قوام الدين، وصلاح المؤمنين، فباركوا الملك، وقلدوه سيفه، وقالوا له: أظهر دين النصرانية، وذب عنه، ووضعوا له أربعين كتابًا فيها السنن والشرائع، منها ما يصلح للملك أن يعمله ويعمل به، ومنها ما يصلح للأساقفة أن يعملوا به" (٢).

[نتائج هذا المجمع]

[(١) وضع قانون الإيمان]

لقد قام هؤلاء الثلاثمائة والثمانية عشر بوضع قانون الإيمان، أو ما يسمى "الأمانة".

وهاك نص هذا القانون "نؤمن بإله واحد ضابط الكل، ما يرى وما لا يرى، ونؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل الدهور، نور من نور إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر الذي هب كل شيء، هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب على عهد بيلاطس النبطي، وتألم وقبر، وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين أبيه وأيضًا يأتي


(١) تاريخ الأمة القبطية، يعقوب نخلة (٢٧).
(٢) التاريخ المجموع على التحقيق (١/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>