وفي عهد الملك الفارسي (أرتخشستا) كان في بابل كاهن يهودي مقرب من الملك اسمه (عزرا بن سرايا) من سبط هارون، فطلب من الملك أن يسمح بعودة فوج آخر من اليهود إلى القدس فوافق. (سفر عزرا/ ٧) وعاد عزرا عام ٤٥٨ ق. م ومعه عامة الشعب وقوم من الكتبة اللاويين، وأموال كثيرة ورسالة أمن وتوصية من الملك جاء فيها (كما في سفر عزرا ٧/ ٢٥ - ٢٦): "أما أنت ياعزرا، فحسب حكمة إلهك التي بيدك، ضع حكاما وقضاة يقضون لجميع الشعب الذي في عبر النهر من جميع من يعرف شرائع إلهك ... ".
وهكذا وضع عزرا بتأييد من الفرس النظام لليهود، ودأب عزرا ومن معه من الكهنة على تبصير اليهود بالشريعة وتفسيرها لهم.
[١١ - كتابة التوراة وجمع أسفارها من جديد]
يسود اعتقاد عند اليهود أن عزرا هو الذي جمع أسفار التوراة ونظمها، لكن الدلائل تشير إلى أنها كتبت في مراحل متباعدة، وقد كتبها وجمعها معه أناس آخرون. (١)
يقول ول ديورانت:
"إن العلماء مجمعون على أن أقدم ما كتب من أسفار التوراة هو سفر التكوين. وقد كتب بعضه في يهوذا وبعضه في إسرائيل، ثم تم التوافق بين ما كتب هنا وهناك بعد سقوط دولتى اليهود"، ويقرر أيضًا أن أسفار العهد القديم جمعت لأول مرة في بابل، ثم ظهرت في القرن الخامس قبل الميلاد.
[١٢ - وجود نسختين للتوراة بعد العودة]
لقد ظهرت نسختان مختلفتان للتوراة بعد الشروع في بناء الهيكل، نسخة للعبرانيين ونسخة للسامريين، وكل طائفة تضلل الأخرى ولا تعترف بها.
[١٣ - التوراة إبان حكم اليونان]
بعد أن استولى الإسكندر الأكبر على بلاد الشام عام ٣٢٣ ق. م تقاسم قواده الإمبراطورية بينهم وخضع اليهود لخلفائه من بعده.