للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلب والفداء، عالمية النصرانية، إلغاء الشريعة. (١)

سادسًا: موقف التلاميذ من بولس:

وإذا كان بولس قد أنشأ البدع في النصرانية، وبدل دين المسيح كيفما شاء، فما هو موقف التلاميذ منه، وهل شاركوه التغيير والتبديل؟

بداية نذكر بأن بولس لم يتلق شيئًا من النصرانية من المسيح أو تلاميذه، فهو لم يصحبهم بل لم يُرَ منهم سوى بطرس ويعقوب ولمدة خمسة عشر يومًا، وذلك بعد ثلاث سنين من تنصره، ثم عاد مرة أخرى إلى أورشليم، وعرض عليهم ما كان يدعو به بعيدًا عنهم يقول بولس: "ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أيضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذًا مَعِي تِيطُسَ أيضًا. وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلَانٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ" (غلاطية ٢/ ١ - ٢) فماذا كان رد فعل التلاميذ؟ ". (٢)

وفي دراسة للكاردينال دانيلو عما يسمى بالمسيحية اليهودية أو المسيحية الأولى، نجده يقول: "كونت مجموعة الحواريين الصغيرة بعد المسيح طائفة يهودية تمارس ديانة المعبد وتحفظ تعاليمها.

إنهم يعتبرون بولس كخائن، وتصفه وثائق مسيحية يهودية بالعدو، وتتهمه بتواطؤ تكتيكي، ولكن المسيحية اليهودية كانت تمثل حتى عام ٧٠ م غالبية الكنيسة، وكان بولس منعزلًا في ذلك الوقت ... وإذا كان بولس أكثر وجوه المسيحية موضعًا للنقاش، وإذا كان قد اُعتبر خائنًا لفكر المسيح، كما وصفته بذلك أسرة المسيح والحواريون الذين بقوا في القدس حول يعقوب، فذلك لأنه كون المسيحية على حساب هؤلاء الذين جمعهم المسيح حوله لنشر تعاليمه.

ولما لم يكن قد عرف المسيح في حياته، فقد برر لشرعية رسالته بأن أكد على أن المسيح بعد قيامته قد ظهر له على طريق دمشق" (٣)


(١) وانظر كلام ابن تيمية في الجواب الصحيح (٢/ ٨٣ - ٨٤).
(٢) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (٤١ - ٤٢).
(٣) اختلافات في تراجم الكتاب المقدس (٩٩ - ١٠٠)، وانظر "بولس وتحريف المسيحية" (٦٩ - ٦٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>