وهذا إسناد فيه: عيسى بن سوادة النخعي، قال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف روي عن إسماعيل بن أبي خالد عن زاذان عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثا منكرًا اهـ من الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٧)، ولسان الميزان (٤/ ٣٩٦). ومما يعضد تكذيب الرواية الأولى أن هذه الرواية تذكر عمرًا غير ابن العاص ومعاوية غير ابن أي سفيان فيزول بها الإشكال الموجود، وهذه الرواية أخرجها ابن قانعٍ في معجم الصحابة باب صالح: شقران (٤٦٦). وابن عدي (٤/ ٤) كلاهما من طريق سيف بن عمر قال: حدثني أبو عمر مولى إبراهيم بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن صالح: شقران قال: بينا نحن ليلةً في سفر، إذ سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- صوتا، فقال: "ما هذا؟ " فذهبت انظر، فإذا معاوية بن التابوت، وعمرو بن رفاعة بن التابوت، ومعاوية بن رافع يقول: لا يزال حواري تلوح عظامه روى الحرب عنه أن يموت فيقبرا فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته فقال: "اللهم اركسهما ركسا، ودعهما إلى نار جهنم" فمات رفاعة قبل أن يقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك السفر. وهذا إسنادٌ فيه سيفُ بنُ عمرَ التميميُّ وهو متروكٌ كما قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٢٧٨). وقال ابن حجرٍ: ضعيفُ الحديثِ عمدةٌ في التاريخ كما في التقريب (٢٧٤٢). وعليه فهذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعفِ سيفٍ، فإن قبل لأنه يخص قضايا السيرة، والتاريخ، ولايمس العقيدة في شيءٍ فقد زال الإشكال، وبيَّن أن الوهم، وقع في اسم معاوية بن أي سفيان، وعمرو بن العاص. وإن لم يقبل فليس هو بأولى بالرد من الحديث الأول. وإلى هذا ذهب السيوطي في اللآلئ المصنوعة (١/ ٣٩٣) حيث قال بعد إيراد هذه الرواية: وهذه الرواية أزالت الإشكال وبينت أن الوهم وقع في الحديث الأول في لفظةٍ واحدةٍ وهي قوله ابن العاصي وإنما هو ابن رفاعة أحد المنافقين وكذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين والله أعلم. وهذه بعض أحكام العلماء على الرواية الأولى قال ابن الجوزي: هذا حديثٌ لا يصح. وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (٦/ ١٣١): منكر.