للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المبارك: ارم به، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ليس حديثه بذاك، وقال مرة: ليس بالحافظ، وقال ابن معين: ليس بالقوي، وقال أبو يعلى الموصلي عن ابن معين: ضعيف، وضعفه النسائي، والدارقطني. قال بن سعد: كان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب اهـ من تهذيب التهذيب (١١/ ٢٨٨).
قلت: كونه يلقن مع كونه شيعيًا يبين أن هذا الحديث موضوعًا وإن لم يتعمد هو ذلك، ولا يلزم من كون الحديث موضوعًا أن يكون راويه ممن يتعمد الكذب، وهذا المعنى ظاهر في كلام ابن حبان -رحمه الله- حيث قال: وكان يزيد صدوقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير فكان يتلقن ما لقن فوقع المناكير في حديثه من تلقين غيره إياه وإجابته فيما ليس من حديثه لسوء حفظه فسماع من سمع منه قبل دخوله الكوفة في أول عمره سماع صحيح وسماع من سمع منه في آخر قدومه الكوفة بعد تغير حفظه وتلقنه ما يلقن سماع ليس بشىء اهـ من المجروحين (٣/ ١٠٠).
والراوي عنه محمد بن فضيل بن غزوان قال ابن حجر: صدوق عارف رمي بالتشيع اهـ من التقريب (٦٢٢٧) والراوي عنه: علي بن المنذر، وهو صدوق يتشيع كما في التقريب (٤٨٠٣).
وفيه علةٌ أخرى وهي: أن ابن أبي شيبة أخرجه في المصنف (٢/ ٣٧٠) من طريق ابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال: أخبرني أبو هلال، عن أبي برزة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا على رجلين فرفع يديه.
فأدخل فيه أبا هلال بين سليمان وبين أبي برزة ولم يسم الرجلين ولم يقل إنهما من الصحابة وهذا يدل على اضطراب يزيد في الحديث. وأخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٦٨٥) كذلك، ومن طريقه أبو يعلى في مسنده (٧٤٣٧)، وأخرجه أحمد في مسنده (٤/ ٤٢١)، والبزار في مسند أبي برزة (٤٥٠٩) من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال: أخبرني رب هذا الدار أبو هلال -العكي- أنه سمع أبا برزة الأسلمي يحدث أنهم كانوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ فسمعوا غناءً فاستشرفوا له، فقام رجل فاستمع، وذلك قبل أن تحرم الخمر، فأتاهم ثم رجع فقال: هذا فلان، وفلان، وهما يتغنيان، ويجيب أحدهما الآخر، وهو يقول:
لا يزال جوادي تلوح عظامه ... زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا
فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه فقال: "اللهم أركسهما في الفتنة ركسا، اللهم دعهما إلى النار دعا" وإسناده ضعيفٌ كما تقدم وعى تقدير الصحة. فذلك قبل أن تحرم الخمر، وكان ذلك قبل أن يسلم عمرو، ومعاوية.
وفي رواية البزار أن ذلك كان يوم أحد وكان قائل الشعر يقوله في حمزة -رضي الله عنه-.
وقال البزار: وَأَبو هِلالٍ الْعَكِّيُّ فَرَجُلٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ.
وللحديث طريقٌ آخر: أخرجه الطبراني في الأوسط (٧٠٨٠) فقال: حدثنا محمد بن حفص بن بهمرد ثنا إسحاق بن الحارث الرازي ثنا عمرو بن عبد الغفار الفقيمي ثنا نصير بن أبي الأشعث وشريك وأبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن ربيعة به.
وقال الهيثمي في الجمع (٨/ ٢٢٤): وفيه جماعة لم أعرفهم.
ولم يذكر فيه عَمرًا ومعاوية -رضي الله عنهما- وهذا دليلٌ آخرُ على وضع اسمهما في الرواية الأولى.
وللحديث طريق ثالثٌ: عن ابن عباسٍ، وفيه التصريح باسم معاوية، وعمرو بن العاص. =

<<  <  ج: ص:  >  >>