للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استخلف عثمان استخلفنا خير من بقي ولم نأله، وعن النزال بن سبرة قال شهدت عبد اللَّه بن مسعود في هذا المسجد ما خطب خطبة إلا قال أمرنا خير من بقي ولم نأل. (١)

٤ - عن عبد الرحمن بن يزيد قال: صلى عثمان بمنى أربعًا فقال عبد اللَّه صليت مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين زاد عن حفص ومع عثمان صدرًا من إمارته ثم أتمها زاد من ها هنا عن أبي معاوية ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين قال الأعمش فحدثني معاوية بن قرة عن أشياخه أن عبد اللَّه صلى أربعًا، قال: فقيل له عبت على عثمان ثم صليت أربعًا قال الخلاف شر. (٢)

قال ابن كثير: فإذا كان هذا متابعة من ابن مسعود إلى عثمان في هذا الفرع فكيف بمتابعته إياه في أصل القرآن والاقتداء به في التلاوة التي عزم على الناس أن يقرؤا بها لا بغيرها. (٣)

٥ - وهذه عائشة تتأول ما تأول عثمان -رضي اللَّه عنه-؛ عن الزهري عن عروة عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر.

قال الزهري: فقلت لعروة ما بال عائشة تتم؟ قال تأولت ما تأول عثمان. (٤)

الوجه الرابع: لقد كان قتل عثمان من دلائل نبوة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وذلك أنه أخبر أن عثمان مقتول وأخبر أنه شهيد وأنه يقتل مظلومًا، ولو لم يقع قتل عثمان لكان ذلك قادحًا في صدق كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولهذا نقول لكم معشر الطاعنين بمقتل عثمان: إن هذا الحدث من أدلة صدق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلو لم يكن يوحى إليه فمن الذي أخبره أن عثمان يقتل وهذا في زمانه كان من الغيب الذي لا يعلمه إلا اللَّه (٥) وهذه بعض الأحاديث بذلك.

١ - عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- حدثهم: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان


(١) الطبقات الكبرى (٣/ ٦٢).
(٢) أبو داود (١٩٦٠)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (١٧٢٦).
(٣) البداية والنهاية (٧/ ٢١٨).
(٤) البخاري (١١٤٠)، ومسلم (٦٨٥).
(٥) انظر هذا المعنى في: الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام، وإظهار محاسن الإسلام (١/ ٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>