وهذه الآية تدل بظاهرها على أن الاستجابة للرسول - صلى الله عليه وسلم - التي هي طاعته - لا تجب إلا إذا دعانا لما يحيينا ونظيرها:{وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ}، وقد جاء في آيات أخرى ما يدل على وجوب اتباع مطلقًا من غير قيد كقوله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، وقوله:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}، وقوله: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (٨٠)}.
والجواب على ذلك كما يلي:
[الوجه الأول: معنى الآية تدل على عموميتها.]
الوجه الثاني: أن آيات الإطلاق مبينة أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يدعونا إلا لما يحيينا من خيري الدنيا والآخرة.
الوجه الثالث: حديث أبي سعيد بن المعلي وغيره يدلُّ على أن الحكم عام وغير مخصوص بشرط معين.
الوجه الرابع: لا يمكن حمل الحياة ها هنا على نفس الحياة لأمور.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: معنى الآية تدل على عموميتها.]
بعد أن ذكر أقوالًا كثيرة لمعنى قوله تعالى:{{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}.
قال الطبري: وأولى هذه الأقوال في الصواب قول من قال: معناه: استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم لما يحييكم من الحق، وذلك أن ذلك إذا كان معناه كان داخلًا