[٤ - شبهة: أن تعبير يوسف - عليه السلام - للرؤيا لم يكن على الحقيقة، بدليل قوله تعالى:(ظن).]
نص الشبهة: قالوا: أن يوسف حينما عبَّر عن رؤيا الملك لم يكن على الحقيقة، بل كان ظن.
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: الظن أقوى من الشك، وقد يكون بمعنى اليقين كما في الآية.
الوجه الثاني: الظن في الآية بمعنى: (اليقين).
الوجه الثالث: الظن وإن كان خلاف اليقين، فهذا في حال الناس، أما في حال الأنبياء فهو على اليقين.
الوجه الرابع: بيان الحكمة من التعبير بهذا اللفظ القرآني.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: الظن أقوى من الشك، وقد يكون بمعنى اليقين كما في الآية]
فالظن: مصدر من باب (قتل)، وهو خلاف اليقين؛ قاله الأزهري وغيره، وقد يستعمل بمعنى: اليقين كقوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ}.
الظن: التردد الراجح بين طرفي الاعتقاد الغير الجازم ظنون وأظانين، وقد يوضع موضع العلم، الظن العلم دون يقين أو بمعناه، وبابه (رد)، وتقول: ظننتك زيدًا وظننت زيدًا إياك، تضع الضمير المنفصل موضع المتصل، وفي التهذيب: الظن يقين وشك، وأنشد أبو عبيدة:
ظنى بهم كعسى وهم بتنوفة ... يتنازعون جوائز الأمثال
يقول: اليقين منهم كعسى، وعسى شك، وقال شمر: قال أبو عمرو معناه: ما يظن بهم من الخير فهو واجب، وعسى من الله واجب.
وقال المناوي: الظن الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض ويستعمل في اليقين والشك، وقال الراغب:(الظن) اسم لما يحصل من أمارة، ومتى قويت أدت إلى العلم، ومتى ضعفت لم تجاوز حد الوهم، ومتى قوى أو تصور بصورة القوى استعمل معه أن المشددة أو المخففة، ومتى ضعف استعمل معه أن المختصة بالمعدومين من القول والفعل.