للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قورنتس: ٦/ ١٤). ففي كل هذا تأكيد واضح وضوح الشمس في رابعة النهار على التمييز والفصل الكامل بين الله والمسيح وأنهما اثنان لا واحد.

القسم الخامس: بولس يصف المسيح بصفات ينفيها عن الله وينزّه الله عنها:

١ - بين بولس مرارًا موت المسيح وأنه دفن وبقي في قبره ثلاثة أيام إلى أن بعثه الله تعالى حيا: انظر رسالته إلى (رومية: ٨/ ٣٤) وفيها يقول: من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا. وفيها أيضًا (١٤/ ٨ و ٩)، "٨ لأنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ. ٩ لأَنَّهُ لهِذَا مَاتَ الْمسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ." (أهل غلاطية: ٢/ ٢١)، وقد قال فيها: لست أبطل نعمة الله لأنه ان كان بالناموس بر فالمسيح إذا مات بلا سبب.

ورسالته إلى (أهل فيليبي: ٢/ ٨). . وفيها يقول: "٨ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْموْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. . . الخ ما قال بولس في هذا المعنى. هذا في حين يقول بولس واصفًا الله تبارك وتعالى: ". . . المُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ: مَلِكُ المُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، ١٦ الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْموْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لَا يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.".

٢ - كما ذكر بولس في رسائله مرارا أن المسيح تألم وعانى الشدائد، فعلى سبيل المثال نجده يقول في رسالته إلى أهل كولوسي (١/ ٢٤): "الَّذِي الآنَ أَفْرَحُ فِي آلَامِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ، الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ، "، أو يقول في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس (١/ ٥): "لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلَامُ الْمسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أيضًا". هذا في حين أن بولس، لما كان يقوم بالتبشير مع برنابا، في منطقة إيقونية، وظهرت على أيديهما معجزات في مدينة لسترة حيث أقاما رجلًا مقعدًا خلقة فجعلاه يمشي -كما جاء في سفر أعمال الرسل-، وهجم وثنيو المدينة عليهما معتقدين أنهما إلهين نزلا من السماء! وأرادوا أن يقدموا لهما ذبائح! ! فصاحا (أي بولس وبرنابا) في

<<  <  ج: ص:  >  >>