٢ - ولادة المسيح في بيت لحم - كما قال المؤلف - تدل على أن مريم من سكان الخليل التي هي (حبرون)، ولا تدل على أنها من سكان (الناصرة). ففي خريطة فلسطين تجد (بيت لحم) تحت أورشليم وبعدها (حبرون). وعلى هذا تكون مريم بعد حملها بالمسيح وإحساسها بدنو الوضع قد اتجهت إلى حبرون {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} عند (بيت لحم)، وكانت من (الناصرة) وعندئذ يكون الوضع في مكان بين (أورشليم) وبين (الناصرة). فقولهم بالمخاض في (بيت لحم) يصدق القرآن في أنها كانت من نسل هارون الساكنين في (حبرون).
٣ - وقول المعترض: إن التوراة تنبأت بولادة المسيح في (بيت لحم)، يقصد به ما جاء في سفر مخيا وهو: أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ (ميخا ٥: ٢).
والنبؤة موضوعة وليست من النص الأصلي بدليل: أن المسيح - عليه السلام - كان من الهارونيين من جهة أمه، وبيت لحم من مدن سبط يهوذا، ولو كان له أب لأمكن للنصارى نسبته إلى سبط أبيه ولكنه لا أب له، فكيف ينتسب ليهوذا أو غير سبط يهوذا؟ .
وبدليل: أن المتسلط على إسرائيل وهو النبي الأمي الآتي على مثال موسى يكون ملكًا وفاتح بلاد، ولم يكن المسيح ملكًا ولا فاتح بلاد.
وبدليل: أن سفر ميخا مرفوض من السامريين، وبدليل أن شرح سفر ميخا يصرحون بالتناقض فيه، والنبؤة من مواضع التناقض التي صرحوا بها.
يقول الشراح: "هناك تعليمان متشابكان في كتاب ميخا:
١ - الله يدين شعبه ويعاقبه (ف ١: ٦: ٣ - ١، ٧: ٧).
٢ - الله يعد شعبه بالخلاص (ف ٤ - ٥، ٢٠ - ٨: ٧) حين يعيده إلى حاله السابقة ويجعله بقيادة رئيس من نسل داود (٥: ٤ - ١).
٣ - وقد جاء من إنجيل متى الأبوبكريفي معجزة النخلة. (١)