بما أن الخطيئة (أكل آدم من الشجرة) التي هي تمرد على مشيئة الله تسود العالم - قرر الله أن يحرر الإنسان من العبودية ومن لعنة الخطيئة؛ هذا هو السبب (في نظر المسيحي) الذي لأجله أرسل الله ابنه الذي يتم فداء الإنسان من يد الشر (موت المسيح على الصليب فداءً لخطايا البشر كما يزعمون).
هذا يسمى سر الفداء، فالله بالمسيح يظهر في نعمته بره الذي يتلاقى مع حبه، به يعطي الله حقًّا بره للإنسان.
يليق بالإنسان أن يتقبل في ذاته نعمة الفداء، والطريقة التي بها يدرك نداءه وخلاصه هي التبرير بحصر المعنى، وهكذا يكون للمؤمن البَرِّ الذي يقدم له، بما أنه يؤمن فهو يدخل في مخطط الله ويعلن اتفاقه مع الله من أجل تحقيق خلاصه.
وتحصل حركة أخيرة في الإنسان الذي تأكد الآن من خلاصه؛ فالذي يعرف أنه تبرر بالمسيح يحس بنفسه مدفوعًا ليعبر بدوره عن امتنانه وحبه بأعمال تبرهن على أنه ارتبط بمشروع الله؛ هذا ما يسمى التقديس.
والتقديس يعني: أن المؤمن انفتح على قداسة الحياة، بهذه الطريقة يكتمل عمل خلاص الله، ونحن عارفون أن هذه الحركات الثلاث تتداخل من وجهة الله فتكوِّن وحدةً واحدةً.
فالله (يفتدي) لكي (يبرر)، ويبرر لكي يقدِّس، فهدفه واحد، وهو يفعل في الإنسان بحيث يخلصه.