للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخلاف الأخرى التي تشعرهم بغربة تزداد مع الوقت، وقد تصل إلى الاحتقار لعدم قدرتها على المشاركة معهم ولو بالقراءة. والمتأمل في حياة السيدة عائشة يرى عجبًا في علمها واستدراكها على الصحابة وقوة حفظها واستنباطها، فعن عائشة بنت طلحة قالت: قلت لعائشة -وأنا في حجرها- وكان الناس يأتونها من كل مصر، فكان الشيوخ ينتابوني لمكاني منها، وكان الشباب يتأخوني فيهدون إلي، ويكتبون إلي من الأمصار، فأقول لعائشة: يا خالة، هذا كتاب فلان وهديته، فتقول لي عائشة: أي بنية، فأجيبيه وأثيبيه، فإن لم يكن عندك ثواب أعطيتك، فقالت: فتعطيني. (١) (٢)

٢ - حق الزواج: جعل الله للإنسان من الخلق والتصوير ما يصلح به لما خلق له، ثم هداه لما خلق له، وهداه في معيشته وطعامه وشرابه وضحكه وتقلبه وتصرفه، فكان بما قدره الله تعالى لهذا الإنسان ودبره له، قضاء الشهوة بالطريقة المثلى الصحيحة، التي تحافظ على استمرار الحياة دون خلل يدمر الأخلاق والعائلة.

وتأمل بدء الخلق، وكيف جعل الله تبارك وتعالى لأبينا آدم زوجه حواء تؤنسه، فقال ربنا تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء: ١)، والنفس الواحدة: هي آدم عليه السلام، والزوج: حواء، ففي هذا الخلق العجيبب عبرة، فإن أصله واحد، ويخرج هو مختلف الشكل والخصائص، وفيه المنة على الرجال بخلق النساء، وعلى النساء بخلق الرجال. (٣) وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: ٢١).

٣ - الحق في اختيار الزوج دون إكراه: عن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَال: "لَا تُنْكَحُ


(١) الأدب المفرد (١١١٨)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (٨٥١). راجع: شبهة تعليم المرأة في هذه الموسوعة.
(٢) انظر: حق الإنسان في ضوء الكتاب والسنة.
(٣) التحرير والتنوير (٤/ ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>