قال تعالى: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (٦)} [القصص: ٦] فقالوا: القرآن يقول إن هامان كان وزيرًا لفرعون في مصر، مع أن التوراة تثبت أن هامان كان وزيرًا لأحشويرش ملك الفرس كما في سفر إستير. وذكروا أن الإمام الرازي أقر ذلك في تفسير سورة غافر.
والجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: الكتاب الذي بأيديكم محرف فلا يجوز الاعتراض به على القرآن المعجز.
الوجه الثاني: الإمام الرازي لم يقر هذا الكلام وإنما هو سوء فهم وتلبيس على الناس.
الوجه الثالث: هامان كان في زمن فرعون بالقرائن الواضحة من القرآن والسنة.
الوجه الرابع: هامان لقب وليس اسمًا لشخص.
الوجه الخامس: الرموز الهيروغلوفية تثبت أن هامان كان في زمن فرعون.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: الكتاب الذي بأيديكم محرف فلا يجوز الاعتراض به على القرآن المعجز المتواتر.]
وذلك أن التاريخ يأتي في موضع ويأتي في نفس الموضع أو في غيره ما يناقضه. وهذا ليس بغريب عليهم؛ فإن الله عز وجل أثبت التحريف عليهم. وقد يطعن بعض اليهود بل كلهم في الآية بأن تواريخ بني إسرائيل تدل على أن هامان لم يكن موجودًا في زمان موسى وفرعون، وإنما ولد بعدهما بزمان طويل. ولو كان مثل هذا الشخص موجودًا في عصرهما لتوفرت الدواعي على نقله.
والجواب: أن الطعن بتاريخ اليهود المنقطع الوسط لكثرة زمان الفترة أولى من الطعن في القرآن المعجز المتواتر أولًا ووسطًا وآخرًا. (١)