للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، قَالَ: "أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَتْ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. فَقَالَتْ: كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِه؟ فَقَالَ: مَا نَقَمْنَا مِنْهُ شَيْئًا؛ إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ، وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعبد، ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة. . . " (١).

أم سلمة تشير على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الحديبية:

عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ -يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ- قَالَا: خَرَجَ رسول اللَّه زمن الحديبية، . . .، فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ: هَاتِ اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا. فَدَعَا النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الْكَاتِبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" فَقَالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَاللَّه مَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهم كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ، فَقَالَ المُسْلِمُونَ: وَاللَّه لَا نَكْتُبُهَا إِلَّا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اكتب باسمك اللهم". . . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ" فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللَّه لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً، وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنْ الْعَامِ المُقْبِلِ. فَكَتَبَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَعَلَى أَنَّهُ لَا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إِلَّا رَددته إلينا. قال المسلمون: سبحان اللَّه! كيف يُرد إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟ . قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقُلْتُ: أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّه حَقًّا؟ قَالَ: "بَلَى" قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ، وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: "بَلَى" قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذن؟ قَالَ: "إِنِّي رسول اللَّه وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي" قُلْتُ: أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: "بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ؟ "قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: "فإنك آتيه ومطوف به". . . فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَاب قَالَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لِأَصْحَابِهِ: "قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا" قَالَ: فَوَاللَّه مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّه، أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ، ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ


(١) مسلم (١٤٥٩، ١٨٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>