للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران: ٣٥ - ٣٧].

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخًا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها". ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: واقرؤوا إن شئتم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (١).

[٣ - وصفها بالصدق.]

قال تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ} [المائدة: ٧٥].

[٤ - وصفها بالكمال والخيرية.]

عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". (٢)

وعن عِليٍّ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ" (٣).

[الوجه الخامس: الرد على قولهم: إن مريم كانت مخطوبة ليوسف النجار.]

قال الآلوسي: وزعم بعض النصارى - قاتلهم الله تعالى - أنها بعد أن ولدت عيسى تزوجت بيوسف النجار وولدت منه ثلاثة أبناء، والمعتمد عليه عندهم أنها كانت في حال الصغر خطيبة يوسف النجار وعقد عليها ولم يقربها، ولما رأى حملها بعيسى - عليه السلام - هم


(١) البخاري (٤٥٤٨)، ومسلم (٢٣٦٦).
(٢) البخاري (٣٧٦٩)، مسلم (٢٤٣١).
(٣) البخاري (٣٤٣٢)، مسلم (٢٤٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>