ونقل رحمة الله الهندي عن القديس (جيروم) في القرن الخامس أنه ذكر بأن الآباء الأوائل كانوا يشكون في هذه الخاتمة.
وقد اعتبرتها النسخة الإنجليزية القياسية المراجعة (R S V) فقرات غير موثوق فيها، فحذفتها من طبعتها الصادرة عام ١٩٠٢ م.
أما مقدمة الإنجيل في نسخة الرهبانية اليسوعية فتقول:"من المسلم به على العموم أن الخاتمة كما هي الآن (١٦/ ٩ - ٢٠) قد أضيفت لتخفيف ما في نهاية الكتاب من توقف فجائي في الآية ٨".
وعن الخاتمة الموجودة يقول الأب كسينجر:"لابد أنه قد حدث حذف للآيات الأخيرة عند الاستقبال الرسمي (النشر للعامة) لكتاب مرقس في الجماعة التي ضمنته.
وبعد أن جرت بين الأيدي الكتابات المتشابهة لمتى ولوقا ويوحنا، تم توليف خاتمة محترمة لمرقس بالعناصر من هنا ومن هناك لدى المبشرين الآخرين .. وذلك يسمح بتكوين فكرة عن الحرية التي كانوا يعالجون بها الأناجيل".
ويعلق موريس بوكاي قائلًا:"ياله من اعتراف صريح بوجود التغييرات التي قام بها البشر على النصوص المقدسة". (١)
ثالثًا: إنجيل لوقا
التعريف بالإنجيل: هو ثالث الأناجيل وأطولها، ويتكون من أربعة وعشرين إصحاحًا يتحدث الإصحاحان الأولان عن النبي يحيى وولادة المسيح، ثم تكمل بقية الإصحاحات سيرة المسيح إلى القيامة بعد الصلب.
[متى كتب؟]
وأما كتابة هذا الإنجيل فتختلف المصادر في تحديد زمنها بين ٥٣ - ٨٠ م، وقال هورن: أُلف الإنجيل الثالث سنة ٥٣ أو سنة ٦٣ أو سنة ٦٤، وقد اعتمد الكاتب في مصادره على مرقس، فنقل عنه ثلاثمائة وخمسين من فقراته التي بلغت ستمائة وإحدى
(١) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٥٢)، التوراة والإنجيل والقرآن والعلم، موريس بوكاي (٨٦ - ٨٧)، المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب (٥٦).