للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرأة التي يؤذيها وجودها على ذمة هذا الزوج حتى لتتحول الحياة معه في نظرها إلى جحيم لا يطاق، وبهذا يتضح أن في مشروعية الطلاق تكريمًا للمرأة، وليس امتهانًا لها كما زعم أعداء الإسلام. (١)

هذا ولقد طرحت مجلة اجتماعية أمريكية (٢) سؤالًا أمام قرائها عما إذا كانت الحياة العائلية في أمريكا تواجه المشكلات؟ فجاءت ٧٦% من الإجابات بـ "نعم"، وأعرب ٨٥% من القراء عن خيبة أملهم في حياة زوجية سعيدة، وطبقًا لما نشرته مجلة نيوزويك في مايو ١٩٧٨ م عن نتائج استطلاعها لآراء القراء حول الحياة العائلية الأمريكية فإن نصف الزيجات في الولايات المتحدة تنتهي إلى الطلاق ليعقد الزوج مرة أخرى ثم يحدث الطلاق. .، ويصف رونالد كيلي وهو مستشار قانوني لشئون الزواج في الولايات المتحدة هذا الوضع المأساوي قائلًا: من أكثر ما يثير الأسى في نفسي كمستشار لشئون الزواج هو أن هناك أفرادًا كثيرين متزوجين إلا أنهم يعيشون في بيوتهم كغرباء فيبدوا أنهم لا يشارك بعضهم بعضًا إلا في قليل فالكل ينطلق في طريقه أو طريقها، وهم لا يتوقفون إلا للحديث في مناسبات قليلة، وكثيرًا ما تكون هذه مناقشات حادة حول المال، أو تربية الأولاد، أو الجنس. والمرء يستغرب كيف اجتمع هؤلاء في أول الأمر؟ ! (٣)

وهذا يبين مدى حاجة هذه البيوت إلى الطلاق ليغني اللَّه كلًا من سعته.

[ومما يظهر به تكريم المرأة في شريعة الطلاق طلاق المولي]

والإيلاء من المرأة: أن يحلف الرجل ألا يقربها، وهو مما يكون من الرجال عند المغاضبة والغيظ، وفيه امتهان للمرأة وهضم لحقها وإظهار لعدم المبالاة بها، فترك المقاربة الخاصة المعلومة ضرارا معصية، والحلف عليه حلف على ما لا يرضى اللَّه تعالى به لما فيه


(١) الطلاق للحفناوي (١٤ - ١٥)، وانظر: الأحوال الشخصية للشيخ محيي الدين عبد الحميد (٢٥٥).
(٢) Better Homes And Gardens
(٣) المرأة بين شريعة الإسلام والحضارة الغربية (١٣٣ - ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>