للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان مدبر العملية هو معاوية أو يزيد؟ ! نعم إن عناية الله وقدرته فوق كل شيء، ولكن كان باستطاعة معاوية أن يركز السم في المرة الأولى ولا داعي لهذا التسامح مع الحسن المرة تلو المرة.

٤ - وإذا كان معاوية - رضي الله عنه - يريد أن يصفي الساحة من المعارضين حتى يتمكن من مبايعة يزيد بدون معارضة، فإنه سيضطر إلى تصفية الكثير من أبناء الصحابة، ولن تقتصر التصفية على الحسن فقط.

٥ - وإن بقاء الحسن من صالح معاوية في بيعة يزيد، فإن الحسن كان كارهًا للنزاع وفرقة المسلمين، فربما ضمن معاوية رضاه، وبالتالي يكون له الأثر الأكبر في موافقة بقية أبناء الصحابة. (١)

وعلى كل حال لو ثبت موت الحسن - رضي الله عنه - بالسم، فهذه شهادة له وكرامة في حقه كما قال بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (٤/ ٤٢) لكن الذي لا يثبت هو أن كون فاعل ذلك معاوية - رضي الله عنه - أو ابنه يزيد أو أن يكون معلومًا بالتحديد والتعيين. (٢)

[فصل في زوجات الحسن اللاتي لم يعلم عددهن وبيان أن هذه أسطورة يعتمد عليها في اتهام معاوية - رضي الله عنه - بقتل الحسن عن طريق الاستعانة بإحدى زوجاته اللاتي لم يعلم عددهن، ولأنه كان صاحب ضرائر.]

وأكتفي في إثبات بطلان ذلك بإيراد كل رواية ثم بيان بطلانها.

١ - الرواية الأولى: قال علي بن محمد المدائني: وكان الحسن أحصن تسعين امرأة. (٣)

٢ - الرواية الثانية: قال عبد الله بن حسن: كان حسن بن علي قل ما يفارقه أربعه حرائر، وكان صاحب ضرائر، وكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري، وعنده امرأة من


(١) ولمزيد فائدة راجع كتاب: أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري للدكتور محمد نور ولي (ص ٣٦٧ - ٣٦٨) لتقف على الكم الهائل من الروايات المكذوبة على معاوية - رضي الله عنه - من قبل الشيعة في قضية سم الحسن .. وكتاب: مواقف المعارضة في خلافة يزيد بن معاوية للدكتور محمد بن عبد الهادي الشيباني (ص ١٢٠ - ١٢٥). ويكفي أن أحد مؤرخيهم وهو ابن رستم في كتابه: دلائل الإمامة (ص ٦١) قد بالغ في اتهام معاوية - رضي الله عنه -، وادعى أنه سم الحسن سبعين مرة فلم يفعل فيه السم، ثم ساق خبرا طويلا ضمنه ما بذله معاوية لجعدة من الأموال والضياع لتسم الحسن، وغير ذلك من الأمور الباطلة.
(٢) نقلًا عن بحث بعنوان رد البهتان عن معاوية بن أبي سفيان لأبي عبد الله الذهبي
(٣) موضوع. رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٣/ ٢٤٩) عن المدائني من كلامه ولم يسنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>