للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد توصّل الطب والعلم الحديثان من خلال استعمال التقنيات الحديثة من تشخيص هذه الأمراض الوراثية خلال الحياة الجنينية (في بطن الأم) فضلًا عن تشخيصها بعد الولادة.

وفي تشخيص حالة كهذه قبل الولادة أو بعدها مباشرةً يمكن معالجتها في نظريتنا من خلال إرضاع الطفل المصاب من مرضعةٍ أخرى من غير أقاربه (أجنبية) تملك بنيةً سليمةً وصحةً جيدةً (خالية من الأمراض الوراثية) نلحقه بها مباشرةً بعد ولادته بدلًا من أمه التي تحمل الصفات الوراثية المرضية، ولمدةٍ لا تقل عن ستة أشهرٍ حيث إن المفترض أن الحليب من المرضعة الصحيحة سيزيح، أو ينحي، أو يتغلب على الصفة الوراثية المرضية التي اكتسبها من والديه وذلك من خلال اختراقه بعض مكوناته للجهاز المناعي والوراثي للرضيع، وهو تطبيقٌ لقوله تعالى: {وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى} (الطلاق: ٦) (١)؛ من أجل التوصل إلى أن إطلاق الزوائد المتشجرة لهرمون (أوكسيتوسين) يتيح زيادة التواصل بين الخلايا العصبية (٢).

فهل عرفنا الحكمة من تحريم الرضاع وجعله كالنسب بعد أن علمنا أن الصفات الوراثية تنتقل بالفعل بين المرضع والرضيع؟ وهل من بعد هذا الحق من ضلال؟ !

قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت: ٥٣).

خامسًا: هرمون الثقة والعلاقة النفسية بين المرضعة والرضيع:

أظهر العلماء ولأول مرة كيفية نشوء ما أسموه بهرمون (الثقة) في أدمغة الأمهات المرضعات عند إرضاع صغارهن، وقال العلماء: إن الرضيع عندما يبدأ في مص الحليب من ثديي أمه تنطلق سلسلة متصلة من العمليات في دماغ الأم تؤدي إلى نشوء هرمون الثقة، وقال العلماء: إن هذا الكشف يشكل دليلًا إضافيًا على أن الرضاعة الطبيعية تعزز الرابطة بين الأم المرضعة ورضيعها من خلال عمليات كيميائية حيوية.


(١) من مقال للدكتور زغلول النجار من موقعه.
(٢) مقال بعنوان (عالجي طفلك بالرضاعة الطبيعية) على موقع/ عبد الدائم الكحيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>