للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - رجوعها مسرعة عندما قال لها عمر ذلك حياءً.

٥ - نزول الرخصة في الخروج للحاجة بسببها، كما هو مبين في الرواية، فسبحان الله تذكر سودة في الحجاب وفي الرخصة للخروج، فما أعظم هذه المنة في عنق مَنْ جاء بعدها -رضي الله عنها-.

الرواية الثالثة: وهي التي اتهمت بسببها سودة بالسذاجة: عن رزينة مولاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن سودة اليمانية جاءت عائشة تزورها وعندها حفصة بنت عمر، فجاءت سودة في هيئة وفي حالة حسنة؛ عليها برد من دروع اليمن وخمار كذلك، وعليها نقطتان مثل الفرستين من صبر وزعفران إلى موقها قالت عليلة: وأدركت النساء يتزينَّ به، فقالت حفصة لعائشة: يا أم المؤمنين، يجيء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذه بيننا تبرق، فقالت أم المؤمنين: اتقِ الله يا حفصة، فقالت: لأفسدن عليها زينتها، قالت: ما تقلن؟ وكان في أذنها ثقل، قالت لها حفصة: يا سودة، خرج الأعور، قالت: نعم، ففزعت فزعًا شديدًا فجعلت تنتفض، قالت: أين أختبئ؟ قالت: عليك بالخيمة، خيمة لهم من سعف يختبئون فيها، فذهبت، فاختبأت فيها وفيها القذر ونسيج العنكبوت، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهما تضحكان لا تستطيعان أن يتكلما من الضحك، فقال: "ماذا الضحك؟ " (ثلاث مرات)، فأومأتا بأيديهما إلى الخيمة، فذهب فإذا سودة ترعد، فقال لها: "يا سودة، ما لك؟ " قالت: يا رسول الله، خرج الأعور، قال: "ما خرج وليخرجن، ما خرج وليخرجن"، فأخرجها فجعل ينفض عنها الغبار ونسيج العنكبوت. (١)

وهذا حديث ضعيف لجهالة عليلة بنت الكميت ومن فوقها، وعلى فرض صحته ففيه مدح لسودة -رضي الله عنها- من وجوه: الأول: أنهم وصفوها بالنظافة والجمال والحسن بخلاف ما قيل عنها بضد ذلك.


(١) ضعيف. رواه أبو يعلى (٧١٦٠) من طريق عليلة بنت الكميت قالت: حدثتني أمي أمينة أنها حدثتها أمة الله بنت رزينة به، ورواه الطبراني (٦٠٧)، إلا إنه قال: فقالت حفصة لعائشة: يدخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ونحن فشفتين - (الشَّفْشَفُ الذي كأَنَّ به رِعْدةً واخْتِلاطًا من شِدّة الغَيْرةِ، والشفْشفَة الارْتِعادُ والاخْتلاط، والشَّفْشفةُ سُوء الظنِّ مع الغَيْرة) لسان العرب (شفف) وهذه بيننا تبرق. قال الهيثمي (٤/ ٥٧٨): وفيه من لم أعرفهم. اهـ قلت: عليلة بنت الكميت قال فيها الهيثمي في المجمع ٤/ ٢١٦: هي ومن فوقها لم أعرفهم، وقال في موضع آخر (٣/ ٤٢٩): لم أجد من ترجمهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>