للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسمون ذلك التفافًا؛ وهو دوران الشيء حول نفسه وذلك في خلال سبعة وعشرين يومًا أرضيًا وتدور - مع المجموعة الشمسية - حول مركز المجرة اللبنية بسرعة تقترب من ٢٢٠ كيلومترا في الثانية. {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (١).

[الوجه العاشر: وقيل المقصود بالسجود سجود الظل.]

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [الحج: ١٨]، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ألم تر يا محمد بقلبك فتعلم أن الله يسجد له من في السماوات من الملائكة ومن في الأرض من الخلق من الجن وغيرهم والشمس والقمر والنجوم في السماء والجبال والشجر الدواب في الأرض وسجود ذلك ظلاله حين تطلع عليه الشمس وحين تزول إذا تحول ظل كل شيء فهو سجوده، فعن مجاهد قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} قال: ظلال هذا كله (٢). وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (٤٨) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٥٠)} [النحل: ٤٨ - ٥٠].

قال ابن كثير: يخبر تعالى عن عظمته وكبريائه الذي خضع له كل شيء ودانت له الأشياء بأسرها جماداتها وحيواناتها، ومكلفوها من الإنس والجن والملائكة؛ فأخبر أن كل ما له ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشمال، أي: بكرة وعشيا؛ فإنه ساجد بظله لله تعالى. (٣)


(١) رفع اللبس عن حديث سجود الشمس.
(٢) تفسير الطبري (٩/ ١٢١)، والإسناد فيه مجهول وهو شيخ الطبري القاسم لا يُعرف كما قال الشيخ أحمد شاكر في التحقيق.
(٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٥٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>