للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخضراء، وصحراء، وفقهاء، وسابياء، وحاوياء، وكبرياء. ومثله أيضًا: عاشوراء، ومنه: زمكَّاء وبراكاء، ودبوقاء، وخنفساء، وعنظباء، وعقرباء، وزكرياء.

فقد جاءت في هذه الأبنية كلَّها للتأنيث، والألف إذا كانت بعد ألف مثلها إذا كانت وحدها؛ إلّا أنَّك همزت الآخرة للتحريك؛ لأنَّه لا ينجزم حرفان، فصارت الهمزة التي هي بدلٌ من الألف بمنزلة الألف لو لم تبدل، وجرى عليها ما كان يجري عليها إذا كانت ثابتة، كما صارت الهاء في هراق (١) بمنزلة الألف، واعلم أن الألفين لا تزادان أبدًا إلا للتأنيث، ولا تزادان أبدًا لتُلْحِقَا بناتَ الثلاثةِ بسِرْداحٍ ونحوها، ألا ترى أنك لم ترَ قطّ فعلاء مصروفةً، ولم نرَ شيئًا من بنات الثلاثة فيه ألفان زائدتان مصروفًا. (٢)

ومَنعَ هذا البناءُ الصرفَ؛ لأنك تريد بـ (الهمزة) ما تريد بـ (الألف). (٣)

[الوجه الثالث: إعراب الممنوع من الصرف.]

الفتحة تأتي نيابةً عن الكسرة في الممنوع من الصرف، فيجر الاسم الممنوع من الصرف بالفتحة إذا كان مجردًا من أل والإضافة، والكسرة هي علامة الجر الأصلية، وتسمى الفتحة علامة فرعية، والممنوع من الصرف باب كبير. . . منه الاسم المؤنث الذي ينتهي بألف التأنيث الممدودة نحو: حمراء - صحراء - أصدقاء - فعلى ذلك (ضراء) الواردة في الآية.

* * *


(١) أصلها أراق.
(٢) الكتاب لسيبويه ٣/ ٣١٣.
(٣) ما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج ص ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>