قلت: فقد تكلم كلامًا جميلًا عن الله تعالى، ولم يأت بكلمة على أن المسيح كان هو ذاك الله الذي تكلم عنه، بل على العكس، قال: إن الله أقام رجلًا (أي إنسانًا) ليدين العالم عن طريقه، وأماته ثم بعثه ليجعله عَلَمًا ودليلا على يوم القيامة، وهكذا نلاحظ التمايز والفصل التام بين الله في وحدانيته والمسيح.
[القسم الثاني: أقوال بولس الواضحة في توحيد الأفعال، وفي توحيد العبودية أي صرف كل مظاهر العبادة مثل الصلاة والدعاء والشكر والحمد والثناء والاستغاثة والالتجاء لله الآب وحده دون غيره]
١ - يقول بولس في رسالته إلى أهل فيليبي (٤/ ٦ - ٧): "لَا تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى الله. ٧ وَسَلَامُ الله الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي المسِيحِ يَسُوعَ".
قلت: فطلب الحوائج والصلاة والدعاء والشكر يجب رفعها لله تعالى، ؛ لكي ينزل الله سكينته على المؤمنين بواسطة المسيح، ولكي يثبت قلوبهم -في المصاعب- على الإيمان، والثقة بالمسيح ومحبته.