للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١ - شبهات عن عرض الجنة]

[نص الشبهة]

جاء في القرآن: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣)} (آل عمران: ١٣٣)، و {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢١)} (الحديد: ٢١)، و {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: ٢٥٥).

الأرض لا يقارن حجمها بالنسبة إلى حجم السماء لضآلة حجم الأرض بالنسبة لها، فكيف في القرآن يُجمع بينهما؟ !

وفي هذه الآيات يضاف إلى حجم السماوات حجم الأرض، ومعلوم أن علم الفلك يصور لنا حجم الكون طبقا لما اكتشف حتى الآن فقط بما يقدر قطره بـ ٣٢ بليون سنة ضوئية أي: بمسافة ٣٠٠ ألف بليون بليون كيلو مترا، بينما قطر الأرض يساوي = ١٢٧٤٢ كيلو مترا، فالنسبة بين حجم الأرض وحجم السموات المعروفة حتى الآن تساوي = النسبة بين الرقم ١ إلى الرقم ١٣ وأمامه ٥٧ صفر، وكل ٩ أصفار منها تساوي = بليون؛ إذن حجم الأرض: حجم السموات = ١: ١٣ وأمامها ٥٧ صفرًا، فحتى لو افترضنا جدلًا أن هذه النسبة هي ١: ١٣٠ فقط لما جاز لشخص غير هازل أن يعتبر أن إضافة واحد إلى ١٣٠ تضفي على الـ ١٣٠ أية زيادة محسوسة! فلا يعقل إضافة حجم الأرض الهزيل الذي يعتبر لا شيء ليكون مضافًا إلى حجم السموات!

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: تفسير الآية.

الوجه الثاني: يصح أن يذكر الشيء المحدود (المتناهي) مع اللامحدود (اللامتناهي) في مواضع، ولا يمكن أن ننكر ذلك مطلقًا.

الوجه الثالث: المقصود سماء وأرض المحشر يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>