قال تعالى: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦)} [الأعراف: ٢٦] تُرى ما هو ذلك اللباس الذي يواري السوءات؟ وما هو الريش ولباس التقوى؟ فالقرآن لا يشرح لنا شيئًا عن ذلك؛ مع أنه في غاية الأهمية لستر الإنسان الذي أذله الشيطان وعراه وفضحه، ولكن القرآن جاء فيه لأصحابه:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النحل: ٤٣]، فإن سفر التكوين في التوراة يقول لنا: إن آدم وحواء لم يفلحا في ستر نفسيهما وهما يخصفان عليهما من ورق الجنة، فصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما (تكوين ٢١: ٣) إذن كانت هناك ذبيحة سفك دمها وأخذ جلدها لستر آدم وحواء، لقد فداهما الله بذبح عظيم؛ لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (العبرانيين ٢٢: ٩)، وهذا رمز للمسيح المخلص الآتي الذي هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا ٣٦، ٢٩: ١)، ويقول نبي الله إشعياء في التوراة: فرحًا أفرح بالرب تبتهج نفسي يا إلهي؛ لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص كساني رداء البر. (إشعياء ١٠: ٦١).
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: سبب نزول هذه الآية.
الوجه الثاني: تفسير الآية.
الوجه الثالث: معنى اللباس.
الوجه الرابع: معنى قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}.
الوجه الخامس: اللباس في الكتاب المقدس، وبطلان عقيدة الصلب والفداء.