للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحي، وهي دليل صريح على انقطاع سند الإنجيل بعيسى - عَلَيْهِ السَّلَام - وبالروح القدس، وكان قد لاحظ ذلك أيضًا عدد من محققي النصرانية، فأنكروا إلهامية هذا الإنجيل، منهم مستر كدل في كتابه "رسالة الإلهام" ومثله واتسن، ونسب هذا القول إلى القدماء من العلماء، وقال القديس أغسطينوس: "إني لم أكن أؤمن بالإنجيل لو لم تسلمني إياه الكنيسة المقدسة". (١)

٢ - شك كثير من الباحثين في الإصحاحين الأولين من هذا الإنجيل، بل إن هذا الشك كما ذكر جيروم يمتد إلى الآباء الأوائل للكنيسة، وكذلك فرقة مارسيوني فليس في نسختها هذان الإصحاحان.

ويؤكد المحققون بأن لوقا لم يكتب هذين الإصحاحين؛ لأنه يقول في أعمال الرسل "١ الْكَلَامُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ، عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ" (أعمال ١/ ١) أي معجزاته، بدليل تكملة النص" مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ، ٢ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ" (أعمال ١/ ٢)، والإصحاحان الأولان إنما يتكلمان عن ولادة المسيح، لا عن أعماله. ونقل وارد كاثلك عن جيروم قوله: بأن بعض العلماء المتقدمين كانوا يشكون أيضًا في الباب الثاني والعشرين من هذا الإنجيل. (٢)

وهكذا نرى للإنجيل أربعة من الكتاب تناوبوا في كتابة فقراته وإصحاحاته.

٣ - إن الغموض يلف شخصيته، فهو غير معروف البلد ولا المهنة ولا الجهة التي كتب لها إنجيله تحديدًا، ولا تاريخ الكتابة، والمعروف فقط أنه من تلاميذ بولس، وأنه لم يلق المسيح، فكيف يصح الاحتجاج بمن هذا حاله وكيف يجعل كلامه مقدسًا؟ . (٣)

رابعًا: إنجيل يوحنا

التعريف بالإنجيل:


(١) انظر: الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف (١٥١).
(٢) انظر: الفارق بين المخلوق والخالق، عبد الرحمن باجي البغدادي، ص (٥٣٥ - ٥٣٦)، الأسفار المقدسة قبل الإسلام، صابر طعيمة، ص (٢٦١).
(٣) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>