وقيل: من الاستغناء بأحد المذكورين لكون الآخر تبعًا له ومعنى من معانيه، ومنه في أحد الوجوه قوله تعالى: فظلت أعناقهم لها خاضعين فاستغنى عن خبر الأعناق بخبر أصحابها، والأصل هنا: إن رحمة اللَّه قريب وهو قريب من المحسنين فاستغنى بخبر المحذوف عن خبر الموجود وسوغ ظهور ذلك المعنى، ونظير هذه الآية الشريفة قوله تعالى: وما يدريك لعل الساعة قريب، قال البغوي: لم يقل قريبة لأن تأنيثها غير حقيقي ومجازها الوقت، وقال الكسائي: إتيانها قريب. البرهان للزركشي ٣/ ٣٦٠، وانظر تفسير البغوي المسمى: معالم التنزيل ٢/ ١٦٦. (١) البرهان في علوم القرآن للزركشي ٣/ ٣٦٠، وانظر شرح المفصل للزمخشري لابن يعيش: فصل: . . . يجوز تركه -أي: الموصوف- وإقامة الصفة مقامه ٣/ ٥٨. (٢) هذا البيت لعروة بن حزام من قصيدة له أوّلها: (وإني لتعروني لذكراك روعة ** لها بين جلدي والعظام دبيب) انظر: خزانة الأدب ٣/ ٢١٥، الأغاني للأصفهاني ٢٤/ ١٢٩. =