للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - قوله: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} بمعنى: إنعام اللَّه قريب وثواب اللَّه قريب فأجرى حكم أحد اللفظين على الآخر. (١)

٤ - ومنهم من جعله من باب النَّسَبِ؛ أي: ذات قرب، كقولهم في حائض: ذات حيض. (٢)

٥ - وقيل: الاسم إذا وصف بالمصدر كان واحدُه وجميعُه سواء وكذلك مذكره ومؤنثه كان بمعنى المفعول أو بمعنى الفاعل. . . تقول: (هو قريب منك وهم قريب منك) (٣).

٦ - وقيل: الرحمة مصدر والمصادر كما لا تجمع لا تؤنث. (٤)

٧ - وقيل من حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه مع الالتفات إلى المحذوف فكأنه قال: وإن مكان رحمة اللَّه قريب، ثم حذف المكان وأعطى الرحمة إعرابه وتذكيره.

وقيل من باب إكساب المضاف حكم الضاف إليه إذا كان صالحا للحذف والاستغناء عنه بالثاني. (٥)


(١) التفسير الكبير للرازي ١٤/ ١٣٧، وانظر المحرر الوجيز لابن عطية ٢/ ٤١١، والبحر المحيط لأبي حيان ٤/ ٣١٤، وفتح القدير للشوكاني ٢/ ٣٠٢.
(٢) وذلك قولك: امرأة حائض، وهذه طامث، كما قالوا: ناقة ضامر، يوصف به المؤنَّث وهو مذكّر. . . فزعم الخليل أنَّهم إذا قالوا حائض فإنه لم يخرجه على الفعل، كما أنه حين قال: دارع لم يخرجه على فعل، وكأنَّه قال: درعيٌّ. فإنَّما أراد: ذات حيضٍ ولم يجئ على الفعل. الكتاب لسيبويه ٣/ ٣٨٣.
وللبصريين في نحو حائض وطامث وطالق مذهبان: فعند الخليل أنها على معنى النسب كلابن وتامر، كأنه قيل: ذات حيض وذات طمث. المفصل في صنعة الإعراب للزمخشري تاء التأنيث القسم الأول ١/ ٢٤٩، وانظر شرح المفصل لابن يعيش ٥/ ١٠٠.
(٣) أدب الكاتب لابن قتيبة ١/ ٣٨٧. وقيل: هو مصدر جاء على فعيل كالضغيث وهو صوت الأرنب، والنقيق -وهو صوت الضفدع- وإذا كان مصدرًا صح أن يخبر به عن المذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والمجموع بلفظ المصدر؛ البحر المحيط لأبي حيان ٤/ ٣١٤.
(٤) البرهان في علوم القرآن للزركشي ٣/ ٣٦٠.
(٥) والمشهور في هذا تأنيث المذكر لإضافته إلى مؤنث كقوله:
مشين كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم
فقال: تسفهت والفاعل مذكر؛ لأنه اكتسب تأنيثا من الرياح إذ الاستغناء عنه جائز وإذا كانت الإضافة على =

<<  <  ج: ص:  >  >>