للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهموا منه التمثيل أو التشبيه، أو الذين ردوه، أو الذين جعلوا معنى الصورة الصورة الخاصة، وليست الصورة العامة التي بمعنى الصفات (١).

[الوجه الخامس: وجوب الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، وأنه حق، والإيمان بظاهر الكتاب والسنة.]

اعلم أن أعظم ما يحتاج إلى معرفة مراده هو الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، لأن على هذه المعرفة ينبني الاعتقاد والعمل (٢).

قال ابن تيمية. وَلَا بُدَّ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَالحدِيثِ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ مَا يَدُلُّ عَلَى مُرَادِ الله وَرَسُولِهِ مِنْ الْأَلفَاظِ وَكَيْفَ يُفْهَمُ كَلَامُهُ (٣).

والقاعدة عند أهل السنة والجماعة في نصوص الكتاب والسنة: أنهم يجرونها على ظاهرها، معتقدين أنه هو الحق الذي يوافق مراد الله تعالى، ومراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا سيما ما ليس للرأي فيه مجال كنصوص الصفات والمعاد، وغيرها من أمور الغيب (٤).

قَال الشَّافِعِيُّ: آمَنْت بِالله، وَبِمَا جَاءَ عَن الله، عَلَى مُرَادِ الله، وَآمَنْت بِرَسُولِ الله، وَمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، عَلَى مُرَادِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (٥).

ولو أراد الله ورسوله من كلامه خلاف حقيقته وظاهره الذي يفهمه المخاطب لكان قد كلفه أن يفهم مراده بما لا يدل عليه؛ بل بما يدل على نقيض مراده، وأراد منه فهم النفي بما يدل على غاية الإثبات (٦).


(١) كتاب قسم العقيدة (شرح الفتوى ١٨/ ١٩٩: ٢٠١).
(٢) أحاديث العقيدة (٥٠).
(٣) مجموع الفتاوى (٧/ ١١٦٢).
(٤) القواعد المثلى (٣٩).
(٥) مجموع الفتاوى (٤/ ٢).
(٦) الصواعق (١/ ٣١٠: ٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>