للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (٩)} [فاطر: ٩] (١)

[الوجه الثالث: على افتراض صحة الحديث.]

فنحن نؤمن به كما جاء، والحديث ليس فيه إثبات أن هذا السائل خرج من الله تعالى، وإنما هو خلق من خلق الله تعالى كما خلق مني الرجل في أصلابهم، قادر سبحانه أن يجعل المني كالمطر وهو على شيء قدير.

وليس في الحديث أن هذا السائل يضاف إلى الله تعالى حتى نقول إنه صفة من صفاته أو هو إضافة خلق كما بينا. وقد وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الماء بالطل أو الظل.

عن عبد الله بن عمرو قال: قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَخْرُجُ الدَّجَّال في أمتي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ - لَا أَدْرِى أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا - فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشام؛ فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَال ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ". قَال سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَال "فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ في خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكَرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لهمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ. وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ


(١) منكر. أخرجه ابن أبى شيبة (١/ ٦٧٦)، ونعيم ابن حماد في الفتن (١٦٥٧) وحنبل بن إسحاق في الفتن (٤٤)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٥٩٨)، وابن أبي حاتم في التفسير (١٤٦٨)، والطبرانى (٩٧٦١)، والعقيلي في الضعفاء (١٠٣٠) كلهم من حديث سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود به.
قال البخاري: عبد الله بن هانئ أبو الزعراء الكوفي سمع ابن مسعود - رضي الله عنه - سمع منه سلمة بن كهيل، يقال عن أبي نعيم أنه الكندي، روى عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في الشفاعة "ثم يقوم نبيكم رابعهم" والمعروف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا أول شافع. ولا يتابع في حديثه. التاريخ الكبير (٥/ ٢٢١). ولهذا فقد أنكر شعبة هذا حيث قال: لم أسمع هذا إلا في هذا الحديث فيقوم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - رابع أربعة. الطبراني في الكبير ٩/ ٣٥٤.
فالحديث منكر بهذ اللفظ. فلا تثبت به عقيدة بذلك. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>