للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أن دين الجزيرة العربية قبل انتشار الشرك هو اتباع ملة إبراهيم، وورقة من الجزيرة، فلماذا اتبع دين النصارى الذين قابلهم في الشام، وترك دين إبراهيم أبي الحنفاء؟ ونحن المسلمون نعتقد أن المسيح بُعث إلى بني إسرائيل لا إلى العرب.

ففي الكتاب المقدس:

هؤُلَاءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا: "إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لَا تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لَا تَدْخُلُوا، ٦ بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. (متى ١٠/ ٦: ٥)

فَتَقَدَّمَ تَلَامِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: "اصْرِفْهَا؛ لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا! " ٢٤ فَأَجَابَ وَقَالَ: "لَمْ أُرْسَلْ إِلَّا إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ" (متى ١٥/ ٢٤: ٢٣).

٢ - البدع والضلالات التي فشت في دين النصارى في هذه الفترة مما أطفأ بهاء هذا الدين.

٣ - إن ورقة وزيدًا وغيرهما كانوا يبحثون عن دين الحنيفية لا النصرانية، فالعجيب أن ورقة لم يُكمل بحثه فضعفت عزيمته، بينما قويت عزيمة زيد فانتهى أمره إلى اتباع الحنيفية، وهذه هي الحقيقة التي ينتهي إليها العقل فيستسلم لها، ففي قول ابن إسحاق السابق: (فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض يلتمسون الحنفية دين إبراهيم)، فنقول بأن ورقة لو استكمل البحث عن الدين الحق لانتهى إلى ما انتهى إليه زيد.

لذلك نقول: ما كان الله ليختار لنبيه محمدًا إلا الدين الصحيح الخالي من أي شكوك، وهو دين إبراهيم، لذلك كان محمد يفتخر بذلك فيقول بما قال الله له: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٣٥)} [البقرة: ١٣٥].

الشبهة الثانية: كون ورقة مبشرًا للنصرانية:

والرد على الشبهة من وجوه:

[الوجه الأول: لم نعثر في روايات العلماء على ما يشار إلى أن ورقة كان داعية إلى النصرانية.]

قال حسن ضياء الدين: لقد استقصى المحدثون والمؤرخون كل ما عرف عن ورقة بن نوفل مما له سند صحيح وما ليس له سند صحيح، فلم نعثر في رواياتهم على ما يشير إلى أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>