للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: نقل الجينات من حليب الأم واختراقها لخلايا الرضيع:

وإن القرابة من الرضاعة تثبت وتنتقل في النسل، والسبب الوراثة ونقل الجينات؛ أي أن قرابة الرضاعة سببها انتقال جيناتٍ (عوامل وراثية) من حليب الأم، واختراقها لخلايا الرضيع، واندماجها مع سلسلة الجينات عند الرضيع يساعد على هذه النظرية أن حليب الأم يحتوي على أكثر من نوع للخلايا، ومعلوم أن المصدر الطبيعي للجينات البشرية هو نواة الخلايا (DNA) كما يحتمل أن الجهاز الوراثي عند الرضيع يتقبل الجينات الغريبة لأنه غير ناضجٍ، حاله حال عدة أجهزة في الجسم لا يتم نضجها إلا بعد أشهرٍ وسنواتٍ من الولادة، وإذا صح تفسير قرابة الرضاعة بهذه النظرية فإنّ لها تطبيقاتٍ في غاية الأهمية والخطورة (١).

ثالثًا: الخلايا الجذعية وعلاقتها بالرضيع:

ففي كل يوم تثبت الدراسات أن المرضعة تؤثر على الطفل الذي ترضعه وتتأثر به أيضًا، ولا ننسى أن علماء الغرب يؤكدون حتى هذه اللحظة أنهم يجهلون التركيب الدقيق لحليب الأم، ولكن هناك بحثٌ قدّمه الدكتور (Mark Cregan) عالم البيولوجيا الجزيئية من جامعة غرب استراليا، هو اكتشافٌ يُعرَض لأول مرةٍ كما يقول (فبراير ٢٠٠٨ م)، وقد أثبت من خلاله أن حليب الأم يؤثر على الطفل الذي رضع منها بشكل مذهل لم يكن معروفًا من قبل، قال في بحثه: إننا وللمرة الأولى ندرك أن حليب الأم يحوي خلايا جذعية (جنينية)، وهذه الخلايا معقدة لدرجة كبيرة لا نزال نجهلها، وهي تؤثر على الطفل الذي يرضع حليب أمه بشكلٍ كبيرٍ، إن الخلايا الجذعية الموجودة في حليب الأم تشبه بل تطابق تمامًا خلايا الجنين الذي تحمله في بطنها، أي أن الطفل الذي يرضع من ثدي امرأة غير أمِّه يكتسب خصائص تشبه خصائص إخوته، بل إن الدكتور (Mark Cegan) يقول وبالحرف الواحد: إن الخلايا الجنينية الموجودة في حليب الأم تحوي برنامجًا يؤثر على من


= (لماذا حرم اللَّه رضاع الإخوة؟ مقال بموقع/ عبد الدائم الكحيل).
(١) العلوم في القرآن د/ محمد جميل الحبّال، د/ مقداد مرعي الجواري. الناشر دار النفائس.

<<  <  ج: ص:  >  >>