للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجديد للكاثوليك، والعهد الجديد للمطبعة الكاثوليكية.

والسؤال الآن: من المسئول عن مصائر الملايين من المسيحيين الذين هلكوا وهم يعتقدون أن عقيدة التثليث التي تعلموها تقوم على نص صريح في كتابهم المقدس، بينما هو نص دخيل أقحمته يد كاتب مجهول؟ ! . (١)

[المسيح عبد الله.]

بشر النبي إشعياء بنبي عظيم ينتظره العالم، أول صفاته أنه عبد الله ورسوله.

وقد اعتقد كاتب إنجيل متى أن تلك النبوءة قد تحققت في المسيح، فاقتبس لذلك مقدمتها ووضعها في الإصحاح الثاني عشر من ذلك الإنجيل، في الأعداد من رقم ١٨ إلى رقم ٢١.

وتقول ترجمة الكتاب المقدس للبروتستانت في هذه النبوءة: "هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ ... " (اشعياء ٤٢/ ١).

وتقول ترجمة الكتاب المقدس للكاثوليك نفس الشيء. وقد اتفقت الترجمتان الإِنجليزيتان: الملك جيمس والقياسية، على استخدام كلمة: servant مقابل كلمة: عبد، العربية.

كذلك اتفقت الترجمتان الفرنسيتان: لوي سيجو، والمسكونية على استخدام كلمة: serviteur مقابل كلمة: عبد، العربية.

لكن نقرأ في إنجيل متى بالعربية، حسب ترجمة الكتاب المقدس للبروتستانت:

لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: "هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ." (متى ١٢/ ١٧ - ١٨).

كذلك استبدلت بقية التراجم العربية الأخرى -وهي: الكتاب المقدس للكاثوليك، والعهد الجديد للكاثوليك، والعهد الجديد للمطبعة الكاثوليكية- استبدلت جميعها كلمة فتاي، بكلمة: عبدي، ضاربة بالأمانة العلمية والدينية عرض الحائط.

فمن المعلوم أن: العبودية تعني الخضوع والذل. وأن العبادة تعني الانقياد والخضوع.


(١) اختلافات في تراجم الكتاب المقدس (٣٩ - ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>