ونحو ذلك من المعاني، فكون إنسان يحكم على لفظة بمعنى لفظة أخرى، فهذا من الجهل بالمعاني.
الوجه الرابع: الألفاظ في النصوص الشرعية (الكتاب والسنة) قد تتشابه في مواضع بين الخالق والمخلوق {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
لأن صفات الخالق غير صفات المخلوق، بمعنى إذا كنا نؤمن بأن الخالق سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة المخلوق في صفاته وذاته، فهنا لا نستطيع أن نأتي بلفظة لمخلوق مشابهة للفظة في حق الخالق ونسوي بينها.
ومثال على ذلك:
الله -عَزَّ وَجَلَّ- وصف نفسه في كتابه بأنه رحيم ورؤوف.
فقال تعالى في حق نفسه:{وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[النور: ٢٠]
فهاتان صفتان لله سبحانه وتعالى تليق بجلاله وعظمته. وهما من صفات الكمال في حقه سبحانه كخالق ورب للعالمين.
وقال سبحانه في حق نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨)} [التوبة: ١٢٨].
فقد وصف نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأنه رؤوف رحيم، ووصف نفسه بأنه رؤوف رحيم، فهل نستطيع أن نقول: إن صفة الرحمة في حق الله تتشابه مع صفة الرحمة في حق النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
من يقدر الله سبحانه حق قدره؛ لا يقع في التشابه.
فصفة الرحمة في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - هي صفة كمال بشري، مناسبة لحالته البشرية القابلة للفناء والنقص والزيادة.
أما صفة الله تعالى: فهي صفة كمال في حق الخالق الباقي الذي لا يفنى سبحانه.