كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

٢٥ - شبهة: ادعاؤهم تلفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - بألفاظ غير مناسبة. - الوجه التاسع: نصوص الكتاب المقدس الفاحشة والتي لا تتناسب أن تكون كلاما للإله. - ج: 8 - ص: 416

فقالا: يا رسول الله، جيفة ميتة، كيف ننهس منها؟ فقال: الذي أصبتما من أخيكما أنتن، والذي نفس محمد بيده، إنه لينغمس في أنهار الجنة" (١).

والجواب على ذلك:

الوجه الأول: أن هذه الزيادة منكرة تفرد بها أبو الزبير المكي، عن عبد الرحمن بن الصامت وهو مجهول لا يدري من هو، وأبو الزبير مدلس ولم يصرح بالتحديث.

الوجه الثاني: على فرض صحته فذاك جزاء من يقع في غيبة أخيه المسلم. قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: ١٢].

الوجه التاسع: نصوص الكتاب المقدس الفاحشة والتي لا تتناسب أن تكون كلامًا للإله.

جاء في حزقيال (الإصحاح ٢٣/ ١ - ٢٢): وَكَانَ إِليَّ كَلامُ الرَّبِّ قَائِلًا: "يَا ابْنَ آدَمَ، كَانَ امْرَأَتانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ، وَزَنَتَا بِمِصْرَ. فِي صِبَاهُمَا زَنَتَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرائِبُ عُذْرَتِهَما. وَاسْمُهُما: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ، وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي، وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ "أُهُولَةُ"، وَأُورُشَلِيمُ "أُهُولِيبَةُ". وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحبِّيهَا، أَشُّورَ الأَبْطَالَ اللَّابِسِينَ الأَسْمَانْجُونِيَّ وُلاةً وَشِحَنًا، كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ، فُرْسَانٌ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ.

---

(١) ضعيف. أخرجه عبد الرزاق ٧/ ٣٢٢ عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير، عن عبد الرحمن بن الصامت، عن أبي هريرة به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو داود (٤٤٢٨)، وابن حبان ١/ ٢١٢، وابن الجارود في المنتقى (٨١٤)، والدارقطني في السنن ٣/ ١٩٦. ومن طريق ابن جريج أخرجه أبو يعلى (٦١٤٠)، والنسائي في الكبرى ٤/ ٢٧٦ والبيهقي في الكبرى ٨/ ٢٢٧، ومن طريق أبي الزبير أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٧٣٧).
وهذا إسناد ضعيف فيه عبد الرحمن بن الصامت. واختلف على أبي الزبير في اسم أبيه فقيل ابن هضاض وقيل بن الهضهاض، وقيل بن الهضاب الدوسي بن عم أبي هريرة، وقيل ابن أخيه؛ ذكره ابن حبان في الثقات، وقال البخاري لا يعرف إلا بهذا الحديث، وقال البخاري: بعد أن حكي الخلاف في اسم أبيه وقال ابن جريج عبد الرحمن بن الصامت ولا أظنه محفوظًا. وقال ابن حجر: مقبول من الثالثة، وقال الذهبي في الكاشف: (٣٢٢٣) مجهول. وفيه أبو الزبير المكي محمد بن مسلم صدوق إلا أنه يدلس كما في التقريب (٦٢٩١) وقد عنعن في هذا الإسناد. وضعفه الألباني في الإرواء (٢٣٥٤)، وفي ضعيف الأدب المفرد (٧٣٧).