٣ - شبهة: حول نظر إبراهيم -عليه السلام- في النجوم.
[نص الشبهة]
قال تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: ٨٨ - ٨٩]، فاعترضوا على الآية وقالوا: أن القرآن يثبت أن إبراهيم -عليه السلام- كان ينظر في النجوم، ولم يكن إيمانه يقينيًا، وأن القرآن يثبت أنه كان مريضًا، مع أن في الكتاب المقدس أن إيمان إبراهيم -عليه السلام- كان يقينيًا، وأنه كان سليمًا ولم يكن مريضًا.
هذه حيلة أرادها إبراهيم -عليه السلام- لكيلا يخرج معهم، فقال لهم كلامًا هو حق في نفس الأمر، فَهموا منه أنه سقيم على مقتضى ما يعتقدونه، ولم يكن نظره -عليه السلام- من باب اعتقاده في النجوم، وإنما هو إيهام ليتوصل إلى ما يريد لكي يتوصل إلى غرضه الذي سيكون وسيلة إلى إنقاذهم مما هم فيه. (١)
وأما عن نظره، فالجواب عليه من وجوه:
الأول: أنه تفكر فيما يلهيهم به:
(١) تفسير البغوي ٤/ ٣٠، الكشاف ٤/ ٤٩، تفسير الرازي ٢٦/ ١٤٧، تفسير النسفي ٤/ ٢٣، تفسير ابن كثير ١٢/ ٣٣، تفسير الخازن ٤/ ٤٩، روح المعاني ٢٣/ ١٠١.