للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد في المزمور (١٤٩: ٦ - ٩): "تَنْوِيهَاتُ الله فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ. ٧ لِيَصْنَعُوا نَقْمَةً فِي الأُمَمِ، وَتَأْدِيبَاتٍ فِي الشُّعُوبِ. ٨ لأَسْرِ مُلُوكِهِمْ بِقُيُودٍ، وَشُرَفَائِهِمْ بِكُبُول مِنْ حَدِيدٍ. ٩ لِيُجْرُوا بِهِمُ الْحُكْمَ الْمَكْتُوبَ. كَرَامَةٌ هذَا لِجَمِيعِ أَتْقِيَائِهِ. هَلِّلُويَا.".

[التعليق على البشارة]

" ففي هذا الزبور عبر عن المبشر به بالملك، وعن مطيعه بالأبرار، وذكر من أوصافهم افتخارهم بالمجد وترفيع الله في حلوقهم، وكون سيوف ذات فمَيْنِ في أياديهم، وانتقامهم من الأمم وتوبيخاتهم للشعوب، وأسرهم الملوك والأشراف بالقيود والأغلال من حديد. فأقول: المبشر به هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم -، ويصدق جميع الأوصاف المذكورة في هذا الزبور عليه وعلى أصحابه.

وليس المبشر به سليمان - عليه السلام -؛ لأنه ما وسع مملكته على مملكة أبيه على زعم أهل الكتاب؛ ولأنه صار مرتدًا عابدًا الأصنام في آخر عمره على زعمهم، ولا عيسى ابن مريم عليهما السلام؛ لأنه بمراحل عن الأوصاف المذكورة فيه؛ لأنه أسر ثم قتل على زعمهم، وكذا أسر أكثر حواريّه بالقيود والأغلال، ثم قتلوا بأيدي الملوك والأشراف الكفار. (١)

[البشارة رقم (٩).]

ورد في سفر إشعياء (٤٢: ٩ - ١٧): "٩ هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ، وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا ١٠ غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، ١١ لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. ١٢ لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. ١٣ الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ. ١٤ "قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنْخُرُ مَعًا. ١٥ أُخَرِّبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ، وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا، وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَسًا وَأُنَشِّفُ


(١) إظهار الحق (٤/ ١١٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>