للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعن عائشة قالت قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خمس من الدواب كلها فواسق تقتل في الحرم: الغراب، والحدأة، والكلب العقور، والعقرب، والفأرة" (١).

قال بعض علماء النصارى: أما الحيوان الجاني فلا بدَّ من عقابه (تكوين ٩: ٥، لاويين ٢٠: ١٥ - ١٦)، وفي بعض الأحيان، يصل العقاب إلى الرجم (خروج ٢١: ٢٨ - ٣). وأخيرًا، يشارك الحيوان الناس سواء في أعمال التوبة (يونان ٣٠: ٧)، سواء في احتمال العقاب (خروج ١١: ٥) (٢).

[الوجه الحادي عشر: هذه الآية رد على من ينكر أن الحيوانات والطيور لها أرواح مثلنا.]

١ - فقد كان العرب في الجاهلية يتشاءمون بطيور ويستبشرون بطيور أخرى؛ فجاء الإسلام ليغير تلك النظرة لهذه المخلوقات التي لا تملك شيئًا من أمرها، فهي لها أرواح وأجساد مثلما أن البشر ليسوا بأجساد فحسب، حتى إن من العرب من كان يعتقد أنه من مات مقتولًا يرصد له طائر عند رأسه ينادي بالثأر ممن قتله، وهذا يشبه ما عليه النصارى من أن روح القدس كأنه طائر فيحل بكل مؤمن بالمسيح!

فنقول: إن أي طائر موجود في هذه الدنيا لا بد أن يكون له روح وجسد، ومن يقل بغير ذلك فعليه بالدليل، ولا نخضع لقولهم بأن روح القدس هو عالم روحاني لا تستطيع العقول أن تدركه، وهذه حجة كل من يريد أن يُسكت من يجادله فيعطي لنا تصورات لا يقبلها العقل، ثم يقول: هذا ما لا يدركه العقل، فكفار قريش يقولون بالتشاؤم بالطير، ثم إذا سألتهم: لماذا تتشاءمون؟ قالوا: بأن هذا أمر لا يدركه العقل، فيوحي لنا هؤلاء وهؤلاء بأن هناك أمورًا سريةً في معتقداتهم.

٢ - سُئل أنس بن مالك عن مَنْ يقبض أرواح البهائم؟ فقال: ملك الموت. فبلغ الحسن فقال: صدق إن ذلك في كتاب اللَّه ثم تلا: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ


(١) رواه البخاري (٣١٣٦)، ومسلم (١١٩٨) واللفظ لمسلم.
(٢) موقع البشارة؛ (الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية www.albishara).

<<  <  ج: ص:  >  >>