للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضا حديثه عن كورش الفارسي الذي ردّ اليهود من السبي (انظر ٤٤/ ٢٨ - ٤٥/ ١). كما يتحدث عن رجوع المسبيين والشروع في بناء الهيكل في الإصحاحات ٥٦ - ٦٦، لذا يقول العالم الألماني أستاهلن: "لا يمكن أن يكون الباب الأربعون وما بعده حتى الباب السادس والستين من تصنيف إشعيا". (١)

لذا تنقل لنا مقدمة السفر الكاثوليكي أن "عددًا متزايدًا من الشراح الكاثوليك يعتبرون اليوم أن عمل إشعيا قد تابعه أنبياء آخرون، لهم ما له من الأهمية، لكنهم لم يخلِّفوا لنا أسماءهم".

[الحادي عشر: سفر إرمياء]

أما سفر إرمياء فإن تقاليد الكنيسة تنسبه إلى النبي إرمياء، ولا تصح هذه النسبة، إذ هو من عمل عدة مؤلفين، بدليل تناقضه في ذكر الحادثة الواحدة، ومن ذلك تناقضه في طريقة القبض على إرمياء وسجنه (انظر: إرمياء ٣٧/ ١١ - ١٥ و ٣٨/ ٦ - ١٣).

كما يحمل السفر اعترافًا بزيادة لغير إرمياء ففيه "٣٢ فَأَخَذَ إِرْميَا دَرْجًاآخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ، فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْميَا كُلَّ كَلَامِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ، وَزِيدَ عَلَيْهِ أيضًا كَلَامٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ." (٣٦/ ٣٣).

وفي موضع آخر "إِلَى هُنَا كَلَامُ إِرْميَا." (٥١/ ٦٤)، ومع ذلك يستمر السفر، فمن الذي أكمله؟ (٢)

رابعًا: خاتمة جامعة (اعترافات)

ونختم مع اعتراف مهم يسجله مدخل التوراة الكاثوليكية وفيه: "صدرت جميع هذه الكتب عن أناس مقتنعين بأن الله دعاهم لتكوين شعب يحتل مكانًا في التاريخ ... ظل عدد كبير منهم مجهولًا .. معظم عملهم مستوفى من تقاليد الجماعة، وقبل أن تتخذ كتبهم صيغتها النهائية انتشرت زمنًا طويلًا بين الشعب، وهي تحمل آثار ردود فعل القراء في شكل تنقيحات وتعليقات، وحتى في شكل إعادة صياغة بعض النصوص إلى حد هام أو


(١) انظر: إظهار الحق (١/ ١٥٠).
(٢) هل العهد القديم كلمة الله؟ (ص ٤٩) وانظر: إظهار الحق (١/ ١٤٨ - ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>