للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١)} فقرأت. فأتيت خديجة فقلت: لقد أشفقت على نفسي فأخبرتها خبري، فقالت: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا؛ ووالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدى الأمانة، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت بي إلى ورقة بن نوفل بن أسد، قالت اسمع من ابن أخيك فسالني فأخبرته خبري فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى بن عمران ليتني فيها جذع ليتني أكون حيًّا حين يخرجك قومك قلت: أمخرجيَّ هم؟ قال: نعم إنه لم يجئ رجل قط بما جئت به إلا عودي ولئن أدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم كان أول ما نزل عليَّ من القرآن بعد {اقْرَأْ}، {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢)} و {وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢)}.

قلت: وإسناده واه وآفته النعمان بن راشد.

قال يحيى بن معين: النعمان بن راشد ضعيف الحديث، قلت: ضعيف فيما روى عن الزهري وحده؟ قال عن الزهري وعن غير الزهري هو ضعيف الحديث.

قال علي بن المديني: ذكر يحيى بن سعيد القطان النعمان بن راشد فضعفه جدًّا.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه، فقال: مضطرب الحديث، روى أحاديث مناكير، وقال البخاري: في حديثه وهم كثير، وهو صدوق في الأصل، وقال النسائي: ضعيف، كثير الغلط، وقال في موضع آخر: أحاديثه مقلوبة (١).

[الوجه الثاني: بيان حفظ الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ورعايته له وأنه معصوم من الوقوع في الزلل قبل البعثة وبعدها.]

إن العصمة تعني حفظ الله تبارك وتعالى لأنبيائه عن مواقعة الذنوب الظاهرة والباطنة، وأن العناية الإلهية لم تنفك عنهم في كل أطوار حياتهم قبل النبوة وبعدها، على ما هو المعتمد كما سيأتي تحقيقه، فهي محيطة بهم تحرسهم من الوقوع في منهي عنه شرعًا أو


(١) تهذيب الكمال (٢٩/ ٤٤٨، ٤٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>