وتتجمع هذه الألياف في الطبقة الرقيقة من جلد الأنملة. . .، وتشغل المراكز العصبية الدماغية التي تتحكم في حركة البنان مساحة كبيرة في الدماغ إذا قوبلت بمساحة بقية المراكز الدماغية التي تتحكم في حركة بقية الأعضاء. . .، وبالإضافة إلى الألياف العصبية توجد شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة تقوم بإمداد البنان بالدفء والحيوية، وتصل شدة حساسية البنان إلى درجة تمييز وخز إبرتين قريبتين قربًا شديدًا والتفريق بينهما، وهو ما لا تستطيعه مناطق الجلد الأخرى.
ومن حيث الوصف: فإنه بصمة الإصبع تتألف من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها خطوط منخفضة (أخاديد)، وكذلك الحال في داخل الكفين، وتترك هذه الخطوط طابعها الخاص على كل شيء تلمسه خصوصًا الأشياء الملساء، ويفيدها في هذا العرق [Sweat] الذي تفرزه هذه المنطقة، حيث تفتح فيها مسام عرقية، وتتكون هذه الخطوط البارزة والمنخفضة وتتفرع بطريقة تختلف من شخص لآخر، لدرجة أنها لا تتشابه حتى في الأخوة التوائم الذين يتخلقون من بيضة مخصبة واحدة [Fertilized Ovum] في المرأة، هذا برغم تشابه التوائم في كثير من الصفات والخصائص والسلوكيات.
ويولد الطفل، وينمو، ويكبر؛ وتظل بصمته على شكلها دون تغيير طوال حياته وحتى مماته، دون أن يطرأ عليها أي تغيير، أما إذا أزيلت الأدمة [Dermis] (وهى الطبقة التي تلي بشرة الجلد [Epidermis] إلى الداخل) بعمل جروح فيها -لإخفاء معالم البصمة- فإن هذه الجروح عندما تلتئم تظل بآثار مميزة، ومن سوء حظ المجرمين الذين يجرحون أصابعهم لإخفاء بصماتهم أن هذه الآثار في حد ذاتها تعد دليل إضافي إلى بصماتهم! ! وقد تزول البصمة إذا أصيب الإنسان بمرض كالجذام الذي يؤدي إلى استواء الخطوط البارزة بالخطوط المنخفضة في هذه المناطق، وتزول كذلك بفعل وتأثير المواد الكيميائية التي تأكل طبقات الجلد، وخصوصًا إذا كان استعمالها متكررًا أو دائمًا، وأما إذا حاول المجرم أن يزيل بصمته أو يغيرها -لقطع الطريق على رجال العدالة والهرب من تحققهم بشخصه- بكشط الطبقة