فيحترمونها ولا يعادونها. وهذا أمر مشروع وحق معمول لدى الأمم ومسموح لدى القوانين كلها منذ قديم الزمان وحتى الآن. فلا ينكر عليه إلا مجرم. ويعد ذلك من حق كل دولة، وكل سلطان، وكل قوم. فمن حق المسلمين أن يفعلوا ذلك كغيرهم في إعداد القوة المانعة للعدوان الذي قد يقع عليهم. ومع ذلك فإن الشريعة الإسلامية قامت بتحديد مواضع استخدام هذه القوة المعدة للدفاع عن النفس وعن حرمة الدعوة وسلامة الحقوق والأعراض وتحرير الإنسان والأوطان من الضبط والكبت والظلم والطغيان. لذا كان الإرهاب مع أعداء الله وأعداء الفطرة، ويكون الغرض منه الدفاع عن النفس أو تخويفهم من الاعتداء على الإسلام والوقوف أمام سير الدعوة الإسلامية التي تنشر الرحمة للعالم؛ فهو مشروع، وليس ذلك بالإرهاب المحظور. والله أعلم.
٢ - المحاربون الذين يفككون أمن الناس بالنهب والسلب والإفساد في الأرض، كما في قوله تعالى:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ}.
٣ - محاولة الاعتداء على النفس، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.
ثانيًا: الإرهاب المذموم:
لا شك أن كلًّا من العنف والتطرف والظلم مذموم في الإسلام. فهذا الثالوث المذموم هو أهم صفات الإرهاب المذموم. فالإرهاب لا يكون مذمومًا إلا إذا دخل فيه العنف والتطرف والظلم. فالعنف عبارة عن استخدام القوة المادية في غير موضعها، حيث يمكن