للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روحه ولا جسده عند موته." (١)

كل هذا يقتضي أن اللاهوت وقع عليه الآلام وتعرض هو والناسوت إلى المعاناة والمشقة، ولكن المسيحيين يقولون نعم إن اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة إلا أن الذي تألم ومات هو الناسوت أما اللاهوت فلم يتألم ولم يمت. (٢)

يقول أفلاطون مطران موسكو: "إن الذي تألم هو الناسوت لا اللاهوت المنزه عن كل ألم، ثم دفن مع الجسد لئلا يظن موت المسيح خياليًا." (٣)

ويقول إلياس اليسوعي: "إن المسيح لم يمت بوصفه إلهًا -فالإله لا يموت- ولكنه مات بوصفه إنسانًا وليس في موت الإنسان ما يدعو على الاستغراب." (٤)

فالمسيح في -نظرهم- مات بوصفه (ابن الإنسان) لأن اللاهوت لا يتأثر بالصلب أو الموت. (٥)

يقول باسيليوس: "المسيح ابن الله مات يقينا ليس بلاهوته بل بناسوته قد مات ومع ذلك فإن إنسانية المسيح اتحدت بشخصه الإلهي وتشخصت فيه، ولذلك فرغم أن لاهوت المسيح كان حرا من الآلام وقت آلامه، وغير مائت في وقت موته إلا أن هذه الآلام قد اتخذها ابن الله وتبناها لنفسه بطريقة ما تفوق الفهم، ولهذا السبب يمكننا أن نقول عن ابن الله الأزلي المتجسد تألم ومات على الصليب بناسوته بينما ظل غير متألم بلاهوته." (٦)

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: من الذي مات على الصليب الناسوت ألم اللاهوت؟]

١ - القول بأن الناسوت هو الذي تحمل الآلام والصلب والموت يعني الحط من شأن الفداء والخلاص؛ لأنه بذلك يصير خلاصًا ناسوتيًا بشريًا لا لاهوتيًا، أو أن معناه أن


(١) الدر الثمين في إيضاح الدين (٦٢ - ٦٥).
(٢) تأثر المسيحية بالأديان الوضعية (٥٦٠).
(٣) الخلاصة الشهية في أخص العقائد والتعاليم الأرثوذكسية (٩٤).
(٤) يسوع المسيح (١١٥).
(٥) قيامة المسيح، عوض سمعان (٦).
(٦) ص الفداء (٢١ - ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>